كان وعد بلفور عام ١٩١٧ الذي وثقته وزارة الخارجية البريطانية لصالح اليهود لتقوية وتكوين وطن قومي لهم بفلسطين بداية لتمكينهم من هذا الوطن العربي والذي بمقتضاه تم توفير الحماية الرسمية من قبل قوى استعمارية كبرى لمجموعة مشردة ومشتته بكل بقاع الدنيا من الصهاينةاستطاعت هذة الجماعة تحت ستار هذة الحماية والرعاية من تقوية شوكتها وتثبيت أركانها
ونتيجة لذلك زاد أعداد اليهود في فلسطين الذين لم يكن لهم وجود يذكر ولم يتعدى عددهم قبل هذا الوعد نسبة آل ٥% من إجمالي عدد السكان لكنهم بعد صدور هذا الوعد الملعون ارتفعت هذة النسبة ارتفاعا كبيرا نظرآ للتزايد المستمر للهجرة وأعمال التعبئة والتحفيز من قبل الجماعات والوكالات والمنظمات الصهيوينة في الغرب والشرق ورسم طموحات وامال واهية للمهاجرين تنتظرهم بأرض المعاد كما أطلقوا عليها
وكان لضعف الدولة العثمانية بعد هزيمتهاأمام الحلفاء في الحرب العالمية الأولى أثرها السيئ في إضعاف الدول العربية الخاضعة لولايتها بالتبعية كل ذلك في حينه مهد لاحقا لإقامة الكيان الصهيوني الذي صار دولة إسرائيل فيما بعد
وآثار هذا الإعلان حفيظة العرب فعمت الاحتجاجات جميع أنحاء فلسطين وزاد ذلك بدخول قوات بريطانيا القدس في ١١ سبتمبر عام ١٩١٧ بقيادة الجنرال اللمبي وبدأت في تنفيذ بنود وعد بلفور عمليا وعلى إثر ذلك حدثت مصادمات دامية بين العرب واليهود وتشكلت جمعيات عربية ضد المشروع الصهيوني الاستيطاني وخاصة عندما أعلن اليهود عن إقامة إحتفال كبير لمرور عام على الوعد المشئوم
تظاهر عندها العرب وخرجوا منددين بالوعد غير أن المندوب السامي البريطاني أمر جنوده بإلقاء القبض على مجموعة كبيرة من المتظاهرين
ولم تتوقف جهودالعرب في الدفاع عن حقهم ووطنهم فتشكلت في عام ١٩١٨ جمعية سرية ضمت مجموعة من رجال الشرطة الفلسطينيةسميت جمعية(الفدائية) لعبت دورآ هامآ في نشر الوعي بالخطر الصهيوني بين عشائر البدو في شرق الأردن وقامت الجمعية للإعداد المسلح والمقاومة بالقوة إلا أن ااسلطة البريطانية اعتقلت زعماء الجمعية مما أضعفها واخغقها
ولم يقل أو يضعف النضال العربي الفلسطيني وكانت ثورة موسى في ٤ حتى ١٠ أبريل ١٩٢٠ وثورة يافا من ١ حتى ٥ مايو ١٩٢١ وثورة البراق في ١٥ أغسطس عام ١٩٢٩ وفي عام ١٩٣٦ قامت ثورة كبرى اعتبرت من أطول الثورات في تاريخ القضية الفلسطينية حيث عمت المظاهرات والاضطرابات والإضراب العام مدن وقرى فلسطين وكان هو التحرك الشامل الأول من نوعه ظهرت فبه الوحدة بين الفصائل الفلسطينية ولأول مرة يحدث تداخل وترابط شامل بين القيادات الجهادية المسلحة والقيادات المدنية مما أدى إلى إثارة حالة من الرعب داخل الكيان الصهيوني
ولم ينتهي الصراع العربي الإسرائيلي حتى الآن ومنذ حرب ١٩٤٨ وما بعدها ومازال هذا الكيان يمارس حرب الإبادة الجماعيةويرتكب جرائم بشعة يندى لها الجبين ضد شعب أعزل من قتل وتمثيل بجثث أطفال ونساء وشيوخ في محاولة منه لطمس الهوية العربية لهذا الشعب العريق
بقلم – ياسر مكي
في ٢٣ / ١٠ / ٢٠٢٣