و يخترق النصر أحشاء العدم
تفتح السماء مسامعها أخيرا,لعويل الثكلى و الأيتام،و نوح الطير فوق رؤوس السبايا،بعد طول صمم.
أم لعنة تلغى بزوال عصر الجوع و القهر،و خراب التراب و الماء،و مسخ الهواء الى عدم؟
هل بعد غزو الشياطين،بالنحر و الحرق،و تحويل الخضرة الى رماد،يجف اليوم دم الضحايا،برحيل الموت و الحمم؟
و هل ترحل الهياكل المسودة بغبار الزمن،بعد أن تقيأ التاريخ،كل وجه حامل كتاب الله،و قلبه ينحني عبودية لصنم؟
تلك الطائفية البغيضة،ورقة تحرق على مهل بأرواح طهر،حلقت فداء للأرض و العرض،و تحريرا لرقاب الإخوة،الملتوية مهانة للعذاب و الذبح،بين سلاسل جبابرة الجحيم و الندم.
ذاك الأمس المظلم،من بقايا عصور الجاهلية،يغيب بناره الحارقة،وراء شعاع من حلم،توسعت مناراته فوق سماء الشرق،من معاقل السواد الكاره،لكل رباط يحيي العالمين،بحضارة خلدت الإنسان،بمراتب الشرف و المقاومة،إعلاء لطيب الطين و الهمم.
يا عراق شهرزاد التي أعرف،ضعي بين رفوف الذكرى،جماجمك أهرام موعظة،و أشرعي نوافذك لقادم بالورد،يعتلي منابرك،حاملا أعلام الحب أطواقا،مزينة أعناق الأبطال،أجنة و هامات تصول بقداسة العلم و القمم.
دعي كل شهرزاد و زينب و فاطم و ليلى،تنقش بالحناء الأرحام المغتصبة،زهوا لصدور الرجال،مزهرة ضياء الجبين و الكف و القدم.
أغلقي منافذ العار,مطهرة بالمحبة فاتناتك،من جيشا الملاعين،و أطفال سفاح الضالين،و ركام رماد الخانعين،رعبا من سيوف قساوسة الدجالين،بعمى المواعظ و جهالة الحكم.
أنصبي مشانقك لقراصنة الفتاوى،و من يلعقون دماء الأخ و العم و الخال،منتهكين حرمات الأخوات،بلا وجل أو خجل،و لا تعففا من نخوة رجال،تساموا فوق اطياف ذكور من ورق،ألغى التاريخ قواعدهم وهزم.
يا نصرا مذهب الأوصال،جئت بجهد الابطال،نساء و رجالا،فتمدد فيضا يبتلع الهزائم،الى حدود دمشق المعشوقة،مرورا بكل شبر،من الأرض الزاهرة،بأنوار تواريخ الأمم.
لو تحفر أكف العاشقين،لخضر الأوطان بهاء اسمك،بدم القلوب و حر الضمائر،فوق بوابات الكون،ليتلاشى الحقد و الطغيان،بوهج العهد و الوعد و القسم.
_ جليلة مفتوح_