خاطرة
———
” يافا عروس البَحر ”
أنظر إليکِ في قَلبي
بهيَّةٌ أنتِ کالفراشات فوق الأمواج
أجلِس فوق صخورک
يرتَعش فؤادي بعدَ طولِ غياب
تعکِس مياهُک ابتسامتي مِن نشوة الفرح
عالقٌ أنا في المَنفى بينَ الماضي والذکرَيات
ها أنا أبوح للبَحرِ کَم مَضى مِن سِنين
أبوح له بنبضاتک الخالدة في أعماقي
أتعجب مِن تلک الأقدار
تحمل آهاتٍ وتنهيدات
خُذي بي يا عروس البَحر
حيثُ النور
حيثُ الحلم الجَميل
کان الحلم جَميل
أما الآن أصبَح يملأ جَوف الروح آهات
أقتَرب مِن البَحر أهمس فى أذنه
إلى مَتى سَتبقى عواصف القَدر تَعصِف بي
قَد طال البُعد والشوقُ يتسلَل في عروق الحياة
کَيف تُجاريني الأيام
وأعودَ إلى أحضانک
ويُغازِلني صيفُک بنسيم بحرکِ العَليل
وتقبِلي عليَّ وتُقبِّلينني
ما زالَ ألم الفُراق يلتَف حول الأعناق
الحُب يرتَدي ثوب الحَنين
يَطوف الشوق في قَلبي
ذکرى لأيام کانت تُزهِر وروداً
تَهمِس في أذن الليل ليَتعانَقا کلَّ صَباح
فوقَ صَدر الأيام تَغفو الأمنيات
تَعبَث بِها الذاکرة حَتى تَصحو
أنظر نَحو ظِل الشَمس
أتَنَفس يافا شَهيقاً
وأُخرِج لَهيب المَنفى زَفيراً
أُلقي بنَفسي بينَ ذِراعيها
حين أرى الدَمع ينساب على خَدي
مِن هذه الدموع نُنسِج کلمات الفُراق
قَد حانَت ساعة العودة إلى المَنفى مِن جَديد
ترتَجف شفاهي
تسقُط أوراقي
مُتعبة مِن فرطِ الحَنين
والألمُ ما زالَ مُستمر …..