يا سائلي قصيدة (البحر البسيط)
شعر علي الشافعي
يا سائِلي عـن هوى نفسي وشِرعتها
ثرى فلسطينَ ما أهوى وأنتســــِبُ
ويشغَفُ القلبَ تحْنـــانا ومَوْجِــــــــدَةً
حبُ الحجاز وأرضُ النيل والقُبَبُ
والرافدان وما أدراك سرهمـــــــــــا
فيضُ العطاء وأهــــــلُ النخوة النُجُــبُ
لكنها غصةٌ في الحلــــــــــــق خانقــةٌ
يدمى لها القلبُ والأفكار تضطــــــــــرِبُ
منارةُ العلم في بغدادَ إذ سقطــــــــــت
وجِلّقٌ نُزِعَت أثوابُهـــــــــا القُشُب
قتلٌ وسحْلٌ وتجويعٌ وعـــــــــــربدةٌ
ألا يثورَ علـــــــــــى إذلالـه رجـــــبُ؟
والهفَ نفسي علــــــــى شيخ وأرملة
أطفالُها سبعةٌ في الكَــــــــــــوخ تنتحب
ساقوا معيَلهم للجُبِّ ثم مَضَــــــــــــوا
داسوا المعيل وباعوا الجــــــبّ واحتربوا
وغادروا الكوخَ أطلالا بقارعــــــــــــــــةٍ
وخلفـــــــــوها على آثاره تَجِـــــــــــبُ
ساسوا العباد بأغلالٍ ومِقصَلـــــــــــة
وكدّسوا في الخَوابي كـُــــــلَ ما سلبوا
في كل يوم ترى المأساة فــــــــي بلد
وكُلما أمْعَنوا في جزْرنا طرِبـــــــــوا
هم ضيعوا عبَثا سلْمــــــــى وذا سَلَمٍ
ويصدحون بلَأْواها إذا خَطَبــــــــــــوا
العاكفون على أعتابِ ســــــــــــــــادتهم
والشاكرون إذا مـــــــــا وُدَّهم كسبــــوا
باعوا البلاد بِماخـــــــــــــــور وراقصة
وخلفوا الغِيدَ فـــــــــي البيداء تَحَتطِب
من للظعينة من يحمي ضفائرها
هذي كرامتها دِيسَتْ وتُسْتلَـــــــــــب
يا سادتي ولسان الحال هاتفُه
ما دامَ سوطٌ ولا جاه ولا ذهبُ
ولـــــن تدومَ نياشينٌ وأوسمة
ولا تدوم كراسيٌ ولا رُتــَـــــــــبُ
الفجر آتِ وقد هلــــــــــــــــت بشائره
مهما تكاثفت الأنواء والحُجـُــــــــــــب
والركب سار وعين الله تحرســــــــــــه
فاستبشر الخير كل الخير يا رجــــــــب
شعر علي محمود الشافعي/فلسطين