يسرقني الليل َ ..!
حين أقيم برأسي وسط السكون ،
يتوسط باحة ابصاري القمر ،
ما بداخلي لا يتأرجح ،
القلب وما حوى … أغصان .. أوراق ..
ونسمة الريح فيما جرى …!!
لا ورق يهتز بلا ريحٍ ..ولا يسقط قبل مداهمة الخريف
أخشى .. ما أخشى …السقوط ، أو غصنة تترمل حين تفقد الأمان
يطربني النسيم المحلق في الخيال .
يبعثني القصيص من رحلة الصمت إلى الضوء الشارد من القمر ،
جزوة الخيال ملتهبة ، تنسج ثوب اللهفة
في غدوة السروح يخضر الحنين وتهتز رئتي ،
تفضحني ملامح وجهي وبوصلة العين التي تنفك عن قبلة المأوى ،
لا أعرف ..كيف أكف عن السفر .. فوق رصيف الذكرى وما زلت أنتظر ؟
تزفني أغنية لتكرب أنفاسي فوق متن قطار الصمت ،
أرحل متلصصاً بحدقة اللب في دروب الخيال ،
هكذا الليل الساكن يسرقني .. ولصي المحتد … لا يمهلني
ألا من مهلة أخط فيها قصيدتي …!!
بعيداًً…
وقدح الشاي الذي لم يلب كل رغبتي ،
حتى يدي ما عادت تقوى أناملها في مصاحبة القلم ،
أظن كثيراً أن سجود الليل يخالف عقيدتي .
وأن الرحلة طويلة ما دمنا في الغاب لا نهتدي
والليل يسرقني
بقلم : سيد يوسف مرسي