☆سؤال يستحق الجواب..☆
سألني صديق عزيز سؤالا فقال:
“أتعتقدين أن هناك حب أم مجرد أوهام؟؟؟..”
فكان جوابي كالتالي:
طبعا يوجد حب.. وتوجد أوهام أيضا.. لكن..
لما تصادفك روح نقية ويناغيك قلب نظيف.. وتحضنك نفس زكية.. تتمثل في إنسان ملائكي الروح.. يتجرد من كل الأهداف السلبية.. كبير القلب.. شفاف النفس.. تلقائيا تجد الطمأنينة دارك.. والراحة مدارك.. والإستسلام قرارك..
نعم.. حين يتجرد الإنسان من الجانب السيء للماديات.. ويتخلص من براثن الإستغلال البشع.. ومن أي طبع ماسوشي قد يؤذي به نفسه قبل غيره.. حين يحرر نفسه من أي مرض سادي يستحلي به تعذيب الغير بشكل قاسي.. وحين يسحب نفسه من الطمع والجشع الذي بات يغلفه.. ومن وشوشات النفس الأمارة بالسوء.. حين يصير العكس تماما.. حتما ستراك العين أنسا لها.. ويجدك القلب عشقا وسعادة يحيى بها.. فتهبك النفس أمنا وأمانا وكل خير فيها.. لحظتها ستلاحظ أن الروح صارت تتموج بالتدريج داخل الجسد.. وتمتزج مع شرايينه.. لتتحرك المشاعر بتوهج واضح.. ولتستجيب من الأعماق كل الجوارح.. حتى يمارس الجسد طقوسه.. ويزاول لذته.. فتنساب ظلال الروح سلما وحبا وسلاما تحت أغصان حياتك.. لتنتشي انتعاشها.. وتشذو متعتها.. فتركع روح من أحببت ساعتها عند محراب حب حياتك إلى حد غياهب الرغبة الدائمة.. ويسري عشقك المحمود بين حنايا قلبك.. ليزينك نقاؤك بوسام السعادة والخلود اللامحدود.. ويبروزك كأسعد إنسان في هذا الوجود.. حينها تصدح بالحب والفرح المنشود..
سوف تقول أني أحكي عن المستحيل.. لكن صدقني..إنها الحقيقة.. ويمكن أن تسميه.. الممكن البعيد الناذر.. لكنه قريب منك إذا أردت.. فقط انتظر قليلا.. وإن لم تصادفه الآن.. فإنه حتما ينتظرك بشوق كبير في يوم ما.. وفي مكان ما.. ابحث عنه ولا تمل حتى لو تطلب ذلك الكثير من وقتك.. فقط تحصن بالأمل.. ففيه نحيى وبه نزهى ونستمر.. ومعه نتغلب على خيبات أمل مفاجئة.. وبالعزيمة أيضا وقوة الإيمان نجدد تفاؤلنا..
فلا تلتفت إلى من خاب ظنك فيهم.. فالفشل معهم لا يعني نهاية المطاف.. رغم أن الألم الذي قد يصيبنا منهم في موضوع الحب.. طعمه مر مثل مذاق العلقم.. ونسيانه صعب.. وسحبه من الذاكرة شبه مستحيل.. سواء كان خيانة أو مهانة أوعلاقة لا أمن لها ولا أمانة.. تأكد أنه في يوم ما ستفرج فجأة.. وستعوضك الأيام بالأحسن والأفضل.. فقط تريث وكن دقيقا في اختيار من تحب مرافقته.. وليكن لك بعد نظر قبل أن تقع في الحب.. وانتبه لتصرفاتك جيدا.. فالرفقة الحسنة.. بدايتها ونهايتها مسك..
ولتستفد من الماضي وقصص من حولك.. والذكي هو من لا يخضع نفسه للتجربة نهائيا.. بل يستفيد من تجارب الآخرين.. والأكثر ذكاء وحكمة وحرصا من لا يخطئ مرتين.. وإذا أجبرت عن شيء وفشلت.. فلا بأس.. جرب وحاول أكثر من مرة.. واصمد عند النوبات والصعاب.. وخذ نفسا عميقا عبر كل الأوقات والأيام وعند كل صدمة أو ظلم بلا رحمة..
حاول أن لا تضخم الأمور فتجعل الكل يتفرج على فشلك.. فالأفضل أن تخفي أمرك وأمر من تسبب في تعاستك.. فهناك بعض الناس غرامها أسلوب الشماتة المقيت.. والسعي في التشتيت.. وأنت سوف تكون بذلك قد ساهمت في التشهير بنفسك وإهانتها وظلمها.. في حين أنك لو صمدت ولجمت وكتمت قد تكون وفرت عن نفسك مسيرة من الآلام القاسية التي قد تضاف إلى وجعك العميق بكل سهولة في لحظة ضعف عابرة..
اترك وحعك في صدرك وداريه.. فالأيام كفيلة أن تنسيك إياه.. وكفيلة أن تعاقب من كان سببا في تعاستك.. اكتف بهجره.. فالهجر أكبر عقاب.. وهو عادة يحمل نقيضين.. وجه يعاقب بالألم.. ووجه يعالج مخلفات الألم.. وهذا أصعب عقاب لمن لا يصون حبا عفيفا خالصا من قلب أصيل.. فحين يتحقق الحلم ويبتسم لك الأمل.. سوف تنسى سنينا ضاعت من عمرك قد أتعبتك أياما طويلة.. وأحبطت الكثير من أوقاتك.. سوف تنسى وتمشي إلى الأمام على شط السعادة وأنت تقهقه لتقلبات الزمن.. تقهقه وتحرك رأسك بمرارة حارقة.. تكابدها وتحاول تجاوزها.. أن لا استغراب ولا استنكار لما عارضك من أزمات.. خصوصا من يعرف أن له ربا كريما.. عظيما وحكيما قد أنصفه وأنقذه..
لن تعود تفكر أبدا إلا في لحظة نغم كانت هبة لك من الله قد أنجتك من لحظة ندم.. وكانت جزاء لصبرك ولسمو أخلاقك.. ولثباتك وقوة إيمانك.. فقط أحسن الظن بالله.. واترك الخلق لخالقهم.. فهو قادر على أن يحميك منهم ومن أوهامهم ومكايدهم.. ويجزيك خير الجزاء..
قال تعالى:
{{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}}
سورة: البقرة..
آية: 216..
جواب كاف لكل عقل محتار ودواء شاف لكل قلب عليل. بوركت أستاذة