الرئيسية » أدب الكتاب » ليلة بلا قمر

ليلة بلا قمر

بقلم/ عبد الرحيم محمود

مالي أرى الحزن والبلوى قد اتحدا
والقلب أصبح يهوى الحزن والكمدا
إذا فرحتُ ، تداعى الضرّ يسكب بي
هولا من الخوف لا يقواه من صمدا
إذا تفاءلت أنّي ألتقيك غدا
أثرتِ كل رياح الصدّ فيَّ غدا
هل صار حبّي كما الزلزال يسحقني
لم يبق من فوقه في لحظة أحدا
مالي أرى الشوق في عينيك يذبله
همّ اللقاء كأن الحبّ ما وُجِدا
قد بُحَّ صوتي ودربي ضاع من قدمي
وصار قلبي وعقلي في الحنين عِدا
ماذا تريدين هل قتلي غدا هدفا
وحرق حرفي كما البخور قد وردا ؟؟
في كل يوم أرى الأيام تكسر بي
جنحا وترمي إلى الغربان ما وُجـِدا
هل أصبح البحر جزرا مدُّه غضب
وأصبح الموج شطـّا نام مضْطـَهدا
وأورق الوهم أشجارا بلا ثمر
وأصبح الحزن لا يحصى له عددا
قد ضاع منّي رقيق الزهر وانطفأت
ورود حقلي وما أسقى الضباب ندى
وأصبح الليل لا نجم ولا قمر
وبات عمري بلا حلم وضاع سدى
فتــَّشت عن زنبق في شوك موقدتي
سوى رمادي يمامي فيك ما وجدا
والدمع في محجر الكانون من ألمي
من هول حزني وآلامي لقد جمدا
هل قلبك الغض أضحى ناكرا غصصي
وجفن عينيك شحوبي في الهوى جحدا
إن كان حالي ومن في الحب أعشقها
وهما ، بتموز سُحْبي أمطرت بردا
حاولت فتح رتاج القلب لم تُجِبي
فمتّ شوقا وحزني ماج واتقدا
والصبر هبّت رياح بات يقلعه
لكنّ شوقك كي ألقاك قد نفدا
سأحزم الحطب المخزون في رئتي
واشعِلُ الحرف كي أبقيه منفردا !!
عيناك صومعتي والجفن منبرها
والقلب في قبلة المحراب قد سجدا

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.