أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » اضحك مع قصة الأصمعي مع أبو جعفر المنصور قصيدة صوت صفير البلبل – يوتيوب

اضحك مع قصة الأصمعي مع أبو جعفر المنصور قصيدة صوت صفير البلبل – يوتيوب

اضحك مع قصة الأصمعي مع أبو جعفر المنصور قصيدة صوت صفير البلبل – يوتيوب

منيرة الغانمي

 الرأي العربي – منيرة الغانمي – تونس 

كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور يضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه و كان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يقولها الشاعر و من ثم الخليفة و كان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل و هي في الواقع من تاأليفه و كان يعمل هذا مع كل الشعراء فأصيب الشعراء بالخيبة و الإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كتبت عليه ذهبا فسمع الأصمعي بذلك فقال : إن بالأمر مكر . فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني و لبس لبس الأعراب و تنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال : إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك و لا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فألقى عليه القصيدة التالية :

صـوت صــفير الـبلبـلِ *** هيج قـــلبي الثمــلِ

المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ 

و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولى لي

فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلِ 

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلِ 

فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولِ 

والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلِ 

فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلِ 

وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلِ 

في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلِ 

وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللِ 

ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار أهزلِ 

يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلِ 

والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلِ 

إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلِ 

يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلِ 

انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلِ 

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدب لي

أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلِ

حينها أسقط في يد الأمير فقال : يا غلام يا جارية . قالوا : لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير : أحضر ما كتبتها عليه فنزنه و نعطيك وزنه ذهباً. قال : ورثت عمود رخام من أبي و قد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي . فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟! قال : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير : أعد المال يا أصمعي . قال : لا أعيده. قال الأمير : أعده . قال الأصمعي : بشرط . قال الأمير : فما هو ؟ قال : أن تعطي الشعراء على نقلهم و مقولهم . قال الأمير : لك ما تريد .

اختيار منيرة الغانمي

مع الابتسامة التي فرضتها طريقة السرد للقصة حصلت لي فائدتين الأولى أن علمت أنّ هناك في ضروب من الشعر ما يسمى التصريع أي أن ما يبدأ به ينهي به و الثاني الشعر الملمع و هو الذي يكون كلمة عربي و أخرى انجليزي – منيرة 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.