الرئيسية » آراء حرة » الأشجار تموت واقفة

الأشجار تموت واقفة

 

الأشجار تموت واقفة

بقلم الدكتور محمد أبو صقري

===============

شامخ

 

دقّق جيدا في صورة هذا الصبي .. في شموخه وكبريائه .. في قسمات وجهه .. في نظرات عينيه، ترى ماذا عساها تقول؟ أظنها تقول تباً .. تباً لكم من أمة ماتت فيها النخوة .. تباً لطائراتكم .. تبا لدباباتكم .. لأسلحتكم .. لأموالكم .. لنفطكم .. لكم فرداً فرداً .. يا امة ضحكت من جبنها الأمم .. يا أمة تغمض عيناها ذلاً وهوانا واستكانة .. يا أمة سقطت من كل الحسابات .. أمة ما عادت عربية .. ولا إسلامية .. فالعروبة نخوة وشهامة وشجاعة .. والإسلام جهاد حتى النصر أو الشهادة .. أمة عارية من كل شيء .. حتى ورقة التوت سقطت عن عورتها .. ما عاد شيء يستر عورتها .. وما عادت تخجل من عريها وسوأتها .. أمة أسلمت روحها وجسدها وأرضها وعرضها للغاصب والمستعمر والغازي والمحتل .. أمة تحفر قبرها بيدها .. تحمل بذور فنائها في ذاتها .. حسابها عند الله عسير .. والتاريخ لن يرحم.
مت يا صغيري .. كالأشجار واقفاً شامخاً .. لا تنحني كما انحنت أمة الخزي والعار .. ولا تغمض عيناك .. نظراتك سهام تخترق جدران صمتنا .. لعنات تنصب على كل مستكين متخاذل .. صفعات على الوجوه السمجة .. نار تحرق الجلود البليدة المتبلدة .. وستبقى يا صغيري مشعلاً في هذا الظلام الدامس .. ستبقى رمزاً لأمة كانت ذات يوم مُهابة، فسلام عليك يوم وُلدت ويوم تُبعث حيا.

 

ردا على  د. محمد ابو صقري .. كتب الدكتور عادل الربطة

=======================


والذي نفسي بيده ليس هذا بصبي… بل هو رجل وليس كأي رجل… إنه بطل صديق ملاك يجسد كل معاني الرجولة والبطولة والإباء والأنفة والشموخ والعظمة… أنعم الله عليه بالعظمة ول
يست العظمة التي نتداول نحن لفظها بل عظمة مستمدة من العظيم الجليل… وإن من ولدته عظيمة ووالده عظيم ومنبته عظيم… ووطنه الذي قضى من أجله عظيم نظرته لا تطاولها أية عظمة مما نعرف وندعي من العظمات.. نظرته شامخة إلى اﻷعالي حيث مقعده عند المليك المقتدر… ترفعت مسافات بعيدة عن الدنيا وسفلتها ممن قلت يا دكتور إنها تخاطبهم.. لا تأبه بأراذل الأرض من أمثالنا… ليس بحسبان نظرته أن تخاطب بشرا ركن إلى الدنيا وبهرجها وليس لشيء من ذلك مفردة في قاموس نظرته… أزعم أننا حططنا من قدره ولوثناه إذ تكلمنا بلسانه… وأجرينا عليه لغتنا ومفاهيمنا.. فله لغته الخاصة ومفاهيمه الخاصة التي ينبغي علينا أن نلبث دهورا ودهورا نتعلم أبجدياتها علنا نرقى إلى مجرد فهم أولى وأبسط أبجدياتها… وأجزم أنه لن يفلح أحد من بني البشر وبخاصة من ظننت أنه يخاطبهم… وأظن أنه أرتقى وهو كما نرى ودفن وهو كما نرى وسيبعث وهو كما نرى…
أعتذر إليك أيها الصديق (بكسر الصاد وتشديد الدال)فما يراودني هو أنني بكتابتي عنك هذه الكلمات إنما أسيء إليك أيها الملاك الطاهر.. وإنني لمعترف أمام مقامك السامي أنني أحاول التمسح بطهارتك علها تغسل دنسي.. وألطخ وجهي بمسك دمك عله يبعد عني ما علق بي من رائحة الدنيا الكريهة… وأملأ قلبي من نظرة عينيك نحو السماوات علها تضيء فيه بصيصا من ظلمته الحالكة..
متوسلا إليك بدعوة إلى ربك الذي ستحظى برؤيته غدا أن يجعلني على درب شهادتك من السائرين … اللهم استجب فما خيبت عبدا صادقا إذا دعاك ….

 

 

 

 

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.