الحقيقةُ تجرحُ/البحر الكامل
حوار مع وطن/
قد كان لي منذ القِدَمْ
بعض الأيادي الطيّعة
حمّلتها أرجُ البحارِ
إلى الجهات الأربعة
وأخذت أضربُ في الدُنى
وأمدّ كل الأشرعة
قد كان لي وهج الحضارات القديمةِ
منبعه.
_والآن أين الخير يا
وطنا نمزّق أضلعه
كم كبّلوك وأمعنوا
ظلما رجالُ الأقنعه
وأراكَ تهوي للحضيض
كمن يقبّل أدمعَه
أواهُ يا وطني الجريحْ
أواهُ
هل من يسمعه.
ألجرحُ ينزفُ من دمي
والأرضُ باتت أمتعه
أين الرجال بأمّتي
والشعب من ذا يجمعه
نادي صلاح الدين عنّي
فوق كفّي أرفعه.
_يا سيدي مات الذي
قد كان سيفا موضعه
حلم العروبة قد مضى
كلٌ تغير موقعه
ما عاد فينا قائد
وصلاح لاقى مصرعه
الآن نحن نطبّعُ
والغرب بتنا نتبعه
والقدس ما عادت لنا
والعرب تمضي خُنّعه
فتأوّه الوطن الذي
دنياه كانت لامعة
وندت بعينه دمعة
وجلست أمسح أدمعه
_هلّا صمتّي يا ابنتي
إن الحقيقة موجعه.
فريدة توفيق الجوهري لبنان