الحياة الكريمه في السودان
الرأي العربي – هويدا حسين احمد
لم تزل ظاهرة التشرد وحدها من الظواهر غير المستحبة في بلادنا العربية, بل أصبحت ظاهرة عادية وسلوكا غير حضاري من الدرجة الوسطى . والغريب في الأمر أن ظاهرة التشرد في القرن الماضي كانت ظاهرة غير حضارية ومرفوضة, وكانت الدولة التي تقام عليها عاصمة ثقافة عربية أول ماتفعلة هو الإهتمام بحضارة المنطقة. .. ولكن في الآونة الأخيرة إختلف الأمر تماماً,فقد أصبح الطفل المتشرد كالقطة تأكل وترعى وفي بعض الأحيان تكون القطط أكثر دلال منة …
أصبح العالم أكثر تطور في مجال الترفية والتثقيف وأكثر حرص على نفسة ناسياً تماما أولئك الأشخاص الذين يدفنون بعد موتهم كما يدفن هو …. ومع تطور وسائل الأتصال وتطور دولة السودان تطورا غير مسبوق له, وبعدما كانت سلة غذاء العالم, إتضح أنها تواكب عصر العولمة من جهة وتتأخر عنة من جهه أخرى .فما زال السودان تعاني مناطق منه الفقر والجوع والقهر والحرب والإغتصاب بعيداً عن سياسة الدولة, فلم تضع الدولة لها اي حساب وكأنهم ليسوا بشرا …
تعد السودان سلة غذاء العالم, مما جعلها مطمع الغرب فتم تقسيم الجنوب بدم بارد بعد حرب دامت أكثر من عشرات السنين قامت دولة وليدة حملت معها ثلث ثروات الدولة الأم. وبعدما عاد الإقتصاد ينتعش رجعت الى الوراء .. بل رجعت الى زمن الجهل والفقر والتخلف .. فبعدما كانت سلة غذاء العالم و50% من سكانها يعاني الجوع .. والأغرب من ذلك لو سلطنا الضوء قليلاً على الطبقة المعيشية, تجد إنعدام الطبقة الوسطى تماماً فإما طبقة مترفة تسعى في الأرض فساداً (الإ من رحم ربي ) أو طبقة إنعدمت فيها المعيشة وأقل مقومات الحياة (المأكل والمشرب والكهرباء والماء )ناهيك عن الجامعات التي تخرج الملايين من الطلبة والطالبات دون أية جدوى,حيث يسلم الطالب شهادته ويعمل في مجال النقل البري إما سائق سيارة أجرة أو ميكروباص وأما الطالبة,فانها وان تخرجت من كلية الطب فمصيرها اما أن تتزوج ولضيق المعيشه تسكن مع أهل الزوج أو تجلس عانسا عند والديها … وهذة هي الحياة الكريمة في السودان … كانت السبب في هجرة ملايين الشباب الى الخارج.