أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » الدراما التركية كارثة مغلفة بالحلوى بقلم الكاتبة \ عايدة رزق الشغنوبي

الدراما التركية كارثة مغلفة بالحلوى بقلم الكاتبة \ عايدة رزق الشغنوبي

الدراما التركية كارثة مغلفة بالحلوى

الدرامة التركية
بقلم الكاتبة \ عايدة رزق الشغنوبي

عايدة رزق
====================
انتشرت لعدة سنوات ظاهرة دخيلة على المجتمعات العربية ألا وهي ظاهرة المسلسلات التركية المد بلجة للهجة السورية ولأنها لهجة متداولة بسبب انتشار المسلسلات السورية أصلا .. فإننا نجد أنها تحمل أحداث وتفاصيل ملونة بملامح تحمل قربا واضحا من الوجوه والوقائع والأصوات للبيئة العربية وإحداثها حيث نجد تشابه واضح من مجريات حياتنا اليومية وقربا من بعض عاداتنا وتقاليدنا. ..ربما لان شركات الإنتاج تعمدت اختيار مسلسلات تعكس أحوال القرى والناس العاديين بغض النظر عن الاختلافات الكثيرة إلا أنها تبدو حين تتابعها قريبة جدا منا.وتعكس حزمة من الأفكار والعادات والتقاليد التي تشابهت مع طبيعتنا كعرب وان كانت على الجانب الآخر أثارت حفيظة رجال الدين لبعض التجاوزات الغريبة , .وربما لهذا السبب جذبت هذه النوعية من المسلسلات اهتمام بل وتجاوز مجازا للإدمان للمشاهدين وعلى الأخص ربات البيوت والبنات حيث أنها نوعا ما تختلف عن المسلسلات المصرية والسورية وسوداوية المسلسلات الخليجية التي تصدرت الشاشات وأصبحت قصص متكررة وأحداث سهل التنبؤ بها, وبشكل عام أصبحت مملة وخارجة عن المألوف وتحمل جرأة زائدة عن الحد سواء بالأحداث أو اللبس. . وأصبح موعد عرض هذه المسلسلات هو ساعة الذروة في جداول عرض المسلسلات وبدء التنافس بين المحطات لكسب اكبر عدد من المشاهدين متجاهلين الأضرار التي تسببت فيها هذه النوعية من المسلسلات حيث أنها اتجهت للعولمة بشكل مفتوح وأثرت على الثقافة لدى فئة المراهقين والشباب وحملت معتقدات تنافت مع ديننا الإسلامي رغم أنهم مسلمون.
إلا أن المقولة السادة والاتهام المبالغ فيه بأن المسلسلات التركية قد غيرت في جوهر المجتمع العربي ذلك أمر مبالغ فيه ولا ننسى أن بعض الشعوب العربية نفسها تتباين في لهجاتها وتدينها وبعض عاداتها وتقاليدها. .
أول المسلسلات التركية بدء عرضه في عام 2007 وكان مسلسل إكليل الورد ثم تلاه سنوات الضياع وتسيد الكل مسلسل نور ومهند وهو ما حمل الناس على متابعة المسلسلات التركية بشغف متواصل
وربما لان هذه المسلسلات حملت الطابع الاجتماعي والعلاقات الأسرية وقصص الحب التي تجمع الأفراد في المسلسل والتي تشبه إلى حد كبير واقعنا العربي إضافة لسهولة اللهجة المختارة للدبلجة والمألوفة لأكبر عدد من المشاهدين ولهذا تفوقت المسلسلات التركية على المكسيكية والفنزويلية , كما أن استخدام أسماء عربية أو قريبة من العربية سهل عملية استيعاب العقل العربي لهذه النوعية من الدراما
ومما زاد الأمر تطورا هو استخدام أبطال المسلسلات التركية كموديل في الأغاني وكمروجين للفعاليات والمؤتمرات العربية إضافة لاستضافتهم في الإعلانات التجارية وترويج موسيقى المسلسلات كرنات للهواتف النقالة إضافة لعمل مسابقات وتقديم جوائز لتذاكر سفر تشمل تركيا وواقامة في قصور المسلسلات كقصر مهند ونور .
وأود أن أتكلم هنا عن عملية استخدام المشاعر في المسلسالعربية.ية وقصص الحب الخيالية وعلى الرغم من أن العلاقة، بين الرجل والمرآة، متشابهة في كل المجتمعات، إلا أن تفاصيلها تتأثر بالخلفية الثقافية والمجتمعية للفرد.وتعريب مضمون المسلسلات لا يكفي ليتناسب مع المجتمعات العربية. فبعض المشاهد، حملت إيحاءات جنسية وقدمت المشروبات الكحولية كجزء من الحياة اليومية في بيت العائلة، وأباحت بعض المحظوران الدينية, مما جعل البعض يهاجم الدراما التركية ويصل لحد منعها في بيته بل وتحريمها أيضا على الرغم من أن بعض النقاد الأتراك أفادوا بعدم مصداقية هذه المسلسلات وأنها لا تعكس تفاصيل وحياة المجتمع التركي الحقيقي إلا أن الأغلب كمسلسل فاطمة يعكس البيئة العلمانية أكثر فليس كل المجتمعات تتعامل مع قصة كقصة فاطمة بنفس الطريقة.
ولا ننسى أن المسلسلات التركية شكلت منافس قوي لقطاع الإنتاج العربي وذلك لأنها اكثرحيوية ومتنوعة الأماكن ولا تعتمد على الاستوديوهات الثابتة كما أن بعض مناطق التصوير هي أماكن سياحية ملفتة الانتباه. وتضع المشاهد في جو شبه حقيقي للواقع .
أن صرعة المسلسلات التركية أتت على شكل السم المدسوس في العسل فهي ناقشت قضايا مهمة في المجتمع كالحب وقيم الأسرة والبطالة والتعليم والفقر والطمع وحتى العشائرية كان لها جانب في كثير من المسلسلات لكنها قتلت الكثير من القيم والمفاهيم الأخلاقية والدينية كشرب الخمر وزواج الحامل وإلغاء مفهوم العدة وكثير من الأمور الأخرى, كما أن عملية عرض المسلسل أكثر من مرة في اليوم وما بعد منتصف الليل وطول عدد الحلقات إلى أكثر من 100 حلقة جعل المشاهد العربي يتلهف لمتابعة حلقات المسلسل أكثر من مرة في اليوم ويتلهف للنهايات ولا مشكلة لديه في إعادة متابعة المسلسل على قناة أخرى مما شكل مؤشرا خطيرا على المجتمعات العربية والتي تعاني من فقر عاطفي وتزاحم في الاهتمامات والقضايا وعملية تصحر في الإحساس والتواصل مما جعل الكثير من الأزواج والزوجات يتمني أن تتنقل حالة الرومانسية المفرطة في المسلسل إلى منازلهم من خلال تقمص الأدوار التمثيلية البعيدة عن الواقع والمبالغ فيها.
برأيي هي حملات منظمة ومتعمدة لاحتلال علماني هادم للمجتمع العربي لأنه يشجع العلاقات المحرمة القائمة على الصداقات والزنا واختلاط الأنساب وقبول ذلك في الأسرة الواحدة! إضافة لقبول ممارسة الإجهاض الذي تحرمه كل شرائع الدنيا وينشر ثقافة العري والأزياء الغربية الفاضحة وتعاطي الخمور والمسكرات., كما انه يشجع النساء على التمرد على أزواجهن وجعل القوامة في أيديهن.
حين يكون انتشار العلمانية على يد مفكر أو داعية فإنه من السهل أن يتصدى له أهل الحق والعلم والدين لأنه سيكون مكشوف وسيتم رفضه ومحاربته وبالتالي إخماد فكره عن المجتمع ولكن حين تأتي الفكرة مغلفة في قالب درامي فهنا تتسلل تدريجيا لعقول وقلوب أفراد المجتمع,
لو استمر عرض هذه المسلسلات لسنوات قادمة أخرى فإن عقول وأخلاقيات أبناءنا ستبرمج على مفاهيم ستسيطر على تفكيرهم وستبسط وتبيح العلاقات والأخلاقيات المحرمة باسم الحب ولهذا علينا أن نحد من هذه المسلسلات ونقوم بحملات توعية للشباب حتى لا يقعوا في ضحية للدعوات التي تهدف إلى إفساد قيمهم وأخلاقهم وإبعادهم عن المنهج المستقيم.كما أن الأهل يجب أن يقوموا بدورهم في متابعة ومراقبة القنوات المتاحة لأبنائهم ومتابعة عملية عرض المسلسلات واستبدالها ببرامج توعوية وثقافية أو على الأقل دراما لا تحمل الإسفاف والأخلاقيات التي لا تمت لبيئتنا العربية بصلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.