الرئيسية » رئيسي » الدكتور خليل الدليمي يكتب : الأهمية القانونية لقرار مجلس الأمن الخاص بموضوع اليمن وانعكاساته المستقبلية

الدكتور خليل الدليمي يكتب : الأهمية القانونية لقرار مجلس الأمن الخاص بموضوع اليمن وانعكاساته المستقبلية

د خليل الدليمي

الدكتور خليل الدليمي محامي الشهيد صدام حسين سابقا

 

الأهمية القانونية لقرار مجلس الأمن الخاص بموضوع اليمن وانعكاساته المستقبلية

الرأي العربي – د. خليل الدليمي 


تبنى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء ١٤ نيسان ٢٠١٥م مشروع القرار العربي بشأن اليمن تحت الفصل السابع والذي يحظر تزويد الحوثيين بالأسلحة ويفرض عقوبات على قادة هذا التنظيم الإرهابي المتطرف ، وكذلك على نجل المخلوع علي عبدالله صالح . . . فما هي أهمية هذا القرار؟ 


أولاً – من الناحية القانونية :

– تم التصويت على القرار بالإجماع رغم التحفظ الروسي الذي ليس له أي أهمية قانونية.

– تكمن أهمية القرار الأممي كونه أقر تحت الفصل السابع وهذا يؤسس لمجموعة أمور في غاية الأهمية :


١. شرعية قانونية وسياسية مطلقة لما اتخذته وستتخذه الدول العربية المنضوية تحت منظومة عاصفة الحزم المباركة والمقدسة .

٢. في ضوءه سيتم إحالة قادة التنظيم الإرهابي الحوثي وكذلك المخلوع ونجله للمحكمة الجنائية الدولية وذلك بتهم إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما يصل الأمر لجرائم إبادة جماعية.

٣. يؤسس القرار لفرض حصار دولي جوي وبري وبحري لكامل اليمن ، وبالتالي ستقع إيران في فخ منصوب لها وتم استدراجها الى أكثر من مكان في المنطقة وهذا سيأتي بنتائجه ما بعد فترة حكم أضعف رئيس في تأريخ الولايات المتحدة ” أوباما”.

٤ . أضاف القرار تعزيزاً إضافياً قانونياً لشرعية التحالف العربي في عاصفة الحزم المباركة .


ثانيا – من الناحية السياسية :

١. سيعزز القرار قوة الردع العربي ويؤدي الى تشكيل قوة أو جيش عربي موحد بتأييد دولي وسيعزز مكانة العرب من جديد وما ينتج عن ذلك ايجابياً في معادلة التوازنات الإستراتيجية على المستويين السياسي والعسكري .

٢. سيضعف القرار بل أضعف من قوة إيران المبالغ فيها إعلامياً ، ويجعلها تنكفيء شيئاً فشيئاً وستكون لذلك تداعيات في اضمحلال إيران بل وربما لإنشطارها الى ستة أقاليم أو دول ، إذا ما تم التحرك عربياً واستغلال القرار سياسياً بدبلوماسية حكيمة ونشطة وفعالة.

٣. سيكون للقرار إذا ماتم إستغلاله عربياً وبذكاء إنعكاسات في غاية الأهمية على مجريات الأوضاع في العراق وسوريا والبحرين ولبنان ، وفي قضية الجزر الإماراتية إذا ماتم تدويلها . 

٤. القرار عزل إيران بشكل كامل عن امكانية أي تدخل مباشر أو مواصلة التدخل غير المباشر لصالح التنظيم الإرهابي الحوثي في اليمن .

ه . ربما أستطيع أن أجزم ، إذا ، إذا ماتم التوحد عربياً والتحرك النشط في ظل القرار ، فإنني أؤكد ان شهر العسل الإيراني والتوغل والإستهتار الفارسي قد ولى وانتهى .. فالسياسة فن الممكن … ولايوجد في السياسة عدو دائم أو صديق دائم .. وعلى  السياسيين العرب أن يعملوا في ظل هذا ” الممكن” ، وفي ضوء مبدأ ميكافيلي ، ومن يريد من سياسيي العرب أن يعمل في ظل المباديء والأخلاق في السياسة الدولية في ظل ” زمن العهر” ، فليتنحى ، فاليوم وفي ظل الخطر الفارسي المجوسي وفي ظل خطر التشيع الصفوي فليس أمامنا إلا أن نكون أو لا نكون … مستقبل الأجيال يفرض علينا أن نكون .. وأذهب الى أبعد من ذلك أن الحرب العالمية الثالثة بين الشرق بقيادة روسيا والصين ورأس حربتهم إيران المجوس من جهة وبين الغرب بقيادة الولايات المتحدة قادمة لا محالة ، وفي هذا ربما أختلف مع كل من يجزم بأن لدى الفرس صك الغفران بأنها لن تضرب .. إيران سوف تضرب لأنها رأس الحربة في الكتلة الشرقية في ظل الصراع الدولي … وعلى العرب أن يستغلوا ذلك .. وإلا سنتداعى مرةً أخرى الى ضياع وتشرذم…… وأتمنى أن لا أكون مخطئاً .

د. خليل الدليمي

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.