الراقصة والسياسي…بقلم الكاتب توفيق قفيشة… وكالة الراي العربي..

الراقصة والسياسي…
قد يكون الربط بين السياسي والراقصة أمر مستهجن ولكن كلما تذكرت الممثلة نبيلة عبيد في الفلم الذي يحمل نفس العنوان وتذكرت عباراتها المشهورة ومنها عبارة (كل واحد بيرقص بطريقته) تأكدت يوما بعد يوم أن تلك العبارة كانت خارطة طريق للوطن العربي كاملا ، وتاكدت أننا نظلم الراقصة اذا ما تم مقارنتها بالسياسي!!! ان الراقصة تبحث عن المال والشهرة وتبذل في سبيل ذلك جسدها وشرفها وهي تخلف وراءها الفرح ، بعكس السياسي الذي يتلاقى معها بالهدف الا انه ولتحقيقه يتجرد من كل معاني الأخلاق والشرف والإنسانية ويبذل في سبيل ذلك أرواح الأبرياء وشرف الأمة وأكاد اجزم أنه لا توجد لديه خطوط حمراء وهو على أتم الاستعداد للتآمر على وطنه من اجل هدفه!!! ولا يخلف وراءه سوى الألم والإحباط والجهل والتخلف.
مخطط التخلف بدأ منذ عشرات السنوات وبتنا نرى شخص يحمل أعلى الشهادات ولا يعرف تاريخ وطنه وأمته، لا يعرف من هم الخلفاء الراشدين، ما هي حدود فلسطين، لا يعرف اسم شاعر فلسطيني واحد، لا يفكر إلا بالمصالح الشخصية ، لم يسمع عن الأخلاق والقيم والمبادئ ويعتبرها بضاعة راكدة، وتراه يلبس أفخم الملابس ويختال كالطاووس ومع ذلك إذا ذكرت الراقصة أمامه استغفر الله وتبرأ من أفعالها.
ضاع الوطن عندما احترمنا الراقصين وبات همنا محاربة الراقصات ، لا نحارب الراقصين على اشلائنا واشلاء ابنائنا بل نطبل لهم ليرقصوا اكثر وأكثر ، نقدمهم ونحسدهم ونحن من داخلنا نحتقرهم ، وهم يعلمون ذلك جيدا ويستمتعون بمشاهدة تخلفنا لان فيه بقائهم.
بقلم الاستاذ توفيق قفيشة