“المستعربون” .. أداة قمع وتنكيل في الأراضي الفلسطينية
أثار مقتل شاب فلسطيني، فجر الخميس، من جراء مداهمة مستشفى الأهلي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تأزم الأوضاع في الأراضي المحتلة، إثر دخول وحدات “المستعربين” الإسرائيلية على خط المواجهات.
وتعمل قوات “مستعربون” في أجهزة الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك أجهزة الشرطة والمخابرات ووزارة الدفاع، وتحرص وحدات “المستعربين” على التسلل إلى التظاهرات والمواجهات في المدن فلسطينية، للقيام بعمليات اعتقالات وقتل وتنكيل.
ويصعب على الفلسطينيين تمييز وحدات المستعربين، لكونهم يتحدثو العربية بطلاقة، إذ بينهم عناصر من داخل الخط الأخضر، ويهود عاش أبائهم في بلدان عربية قبل أن يأتوا إلى فلسطين.
وكان مفتش عام الشرطة الإسرائيلية، دودي كوهين، قال لصحيفة “هآرتس”، إن النقص الحادي في جمع المعلومات في بعض القرى الفلسطينية، وضرروة التحري عن بعض الفلسطينيين، كانا من ضمن أسباب إنشاء قوات “المستعربين”.
وتنشط وحدات “المستعربين” خلال الانتفاضات والمواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، فأثناء انتفاضة سبتمبر عام 2000، نفذت قوات “المستعربين” عمليات اعتقال وخطف واغتيال للعشرات من أعضاء الفصائل الفلسطينية.
وتمتاز وحدات المستعربين بـ”إتقان التمثيل الدرامي”، فعليهم أن يختلقوا قصة غير حقيقية لتنفيذ عملياتهم التي يكلفون بها سواء من قبل وزارة الدفاع، أو الشرطة الإسرائيلية.
ففي عملية فجر الخميس، تضمن المشهد التمثيلي لوحدة “المستعربين” وجود سيدة على وشك الولادة، حتى يسمح لهم بالدخول، وتنفيذ عمليات القتل والتنكيل بمجموعة من الفلسطينيين المصابين في المستشفى.
وفي 2012، نشرت صحيفة “هآرتس” عن قائد إحدى وحدات المستعربين، الذي أطلقت عليه اسم “المقاتل 101″، وكان يقود عملية في مايو 2012، قوله: “أمرني الجيش الإسرائيلي بالتوجه إلى قرية بلعين في رام الله، في أعقاب معلومات استخبارية حول مظاهرة ضخمة”.
وأضاف “كان لدينا العديد من القوات في الميدان لتنفيذ مهام مختلفة، أحدهم على سبيل المثال كان معنيا بتنفيذ حملة (اعتقالات نوعية) إذا لزم الأمر”.
ويوجد “المستعربون” في القدس المحتلة والقرى المحيطة بها، فضلا عن قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أنهم ينشطون بقوة في المناطق التي تتناقص فيها معلومات المخابرات الإسرائيلية، ويحتاجون إلى انتشار ميداني لجمع ما يحتاجون إليه.