الرئيسية » أدب الكتاب » انتظرها مراهقا .. جميل زيدان/ الديراوي

انتظرها مراهقا .. جميل زيدان/ الديراوي

انتظرها مراهقا ..


جميل زيدان/ الديراوي


انتظرها مراهقا كساق نبتة عشب ( السنام ) رقّة إحساس ونحافة جسم، انتظرها وقوفا أمام مدرستها متنحيا حتى لا يسمع عتابا او شكوى من أحد ، يكتفي بخلسة نظرة إلى ورد خدودها ليبقى ستذكرها بقية يومه نسمة
فجرية إذا ما قام يصلي باكرا ومهمته استذكار دروسه لترسخ في ذاكرته كما نصحه المعلمون ، فتزاحم صورتها دروسه لتستقر لا في ذاكرته فحسب بل في أعماق وجدانه وتحتل باقتدار مقاتل متمرّس كلبة قلبه فلا يرى إلا هي وقد أنسته صفحات كتبه فلا يسمع من كل بيته إلا جرس المدرسة في رنته الأولى معلنا الاستعداد . فيكرر النظرة والانتظار ،
يدخل الصف فلا يجد فيه إلا جديلتها ولا يسمع إلا همسات صوتها ، توشوش قي أذنه لائمة معاتبه ،لم تأخرت وتركتني في كوشتي وحيدة ، أنسيت أنك عربسي ، والجلبة التي تسمع زفة عرسي .. أجابها المهم هاأنا قد أتيت وإن تأخرت .
خرج من المدرسة كغزال رضيع منع ضرع أمه فرأها وهو جائع. وصل ناصية الطريق ليُخبر أنها رحلت ، فأدرك أن الجلبة ما هي الا زفّة رحيلها ،فانتظرها كما شاءت ومازال .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.