أخر المستجدات
الرئيسية » رئيسي » تحديات منظمات ومؤسسات المجتمع المدني ” التحدي الأول ” بقلم: الدكتور موسى داوود الطريفي

تحديات منظمات ومؤسسات المجتمع المدني ” التحدي الأول ” بقلم: الدكتور موسى داوود الطريفي

تحديات منظمات
ومؤسسات المجتمع المدني
التحدي الأول
بقلم: الدكتور موسى داوود الطريفي
مستشار مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب

1774_542525565910173_5620614959406408299_n

الرأي العربي ..

تواجه منظمات ومؤسسات المجتمع المدني العديد من التحديات، منها ما يعيق وصولها لأهدافها ومنها ما يصقل شخصية هذه المنظمات ومنها ما يحيّد هذه المنظمات عن مسارها السليم لتبدأ رحلة من المعاناة وعدم القدرة على تحقيق غايات وأهداف المنظمة والتي أعلنت عنها عند تأسيسها.
وسنبحث في مقالات متتالية أهم التحديات التي تواجه منظمات ومؤسسات المجتمع المدني وفي مقالة اليوم سنتحدث عن تحدٍ في غاية الأهمية:

التأسيس:
هنالك تحديان رئيسان يواجهان تأسيس منظمات ومؤسسات المجتمع المدني، أولهما ضعف الدراية والمعرفة في القوانين السارية لتأسيس وتسجيل أية منظمة مجتمع مدني مما قد يسهم في عزوف العديد من الجادين عن فكرة التأسيس التي من الممكن أن تقدم للمجتمع والوطن إضافة نوعية ليس فقط على مستوى الأحزاب والنقابات بل أيضاً إلى الجمعيات الأهلية، والتحدي الثاني يكمن في ترجمة الأهداف والغايات المتفق عليها بين المؤسسين على النظام الداخلي والذي غالباً ما يمليه عليهم موظف أو مسؤول الجهة المختصة في تسجيل وإشهار مؤسسات المجتمع المدني، كما أن البعض يواجه صعوبة كبيرة في صياغة هذه الأهداف على الورق ويجعلها تحيد عن ما اتفـق عليه المؤسسون، ويزداد هذا التحدي عند الاصطدام مع الواقع الذي قد يكون مغايراً لما جاء في فكر المؤسسين فتبدأ رحلة من المعاناة واستنزاف المجهود والموارد في مشاريع لا تؤدي أو تحقق غاياتِ هذه المؤسسات وأهدافها.

وتندرج تحديات أعمق في فترة التأسيس كالتي تنشأ في تجانس أفراد الهيئة التأسيسية وتكاملهم وتنافسهم في توزيع مناصب – لم تنشأ بعد – مما قد يزلزل الكيان التأسيسي خصوصاً عندما تتضارب المصالح ويبدأ ظهور بعض الممارسات والتجاذبات التي قد تكون سلبية حيناً وإيجابية أحياناً أخرى، ولو فرضنا أن هذه الهيئات التأسيسة استطاعت أن تعبر بسلام أمام هذا التحدي إلا أنّها تبقى غالباً مهددة في بداياتها ببعض الهزات التي قد تعصف بكيان الهيئة التأسيسة وقد تصل في بعض الأحيان إلى توجيه اتهامات لبعضهم البعض في استثمار المؤسسة لمصالح شخصية أو فئوية، ويزداد هذا التحدي حين لجوء البعض لتقديم شكوى خطية للجهات المختصة مما قد يطيح بالكيان التأسيسي.

وهناك نوعان رئيسان لهذه الشكاوى فإما أن تكون الشكوى حقيقية يقدمها من يحرص على شكل ومضمون الكيان مما يسهم في إعادة تصحيح مسار المؤسسين، وإما أن يكون سبب الشكوى كيديّاً يهدف إلى إعاقة وتعطيل المسيرة، وغالباً من يقدم على هذا النوع من الشكوى هم ضعاف الأنفس والشخصية ومن يحملون حرصاً على مصالح شخصية تؤدي إلى شخصنة أي خلاف، وهذا ما يؤدي إلى تحدٍ آخر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.