جميل القرشي يكتب “الفلسطينيون رائعون حقا”

الفلسطينيون رائعون حقا
بقلم الدكتور \ جميل القرشي
===============

يستطيع المتنطعون كلامهم ، الغارقون غيهم ، السامدون تعنتهم ، يستطيعون وبكل بلاغة ” الحق أبلج والباطل لجلج “أن يقدموا لنا الآن أصواتهم عالية مدوية ، وتستطيع الآن بكل حرية أن تتحرك الدوائر السياسية في العالم العربي ، وأن يخرج علينا ” دعاة السلام ” بخطبهم الرنانة وأصواتهم النشاز ، ليوضحوا أن العنف لا يجر الا عنفا ، وأن السلام ” خيار استراتيجي ” وأن الحكمة ” في ضبط النفس ” وأن العقل ” تفويت الفرصة على المحتل ” .
كأني بهم يحدثوننا عن مسرحية على منصة أمام مشاهدين ، وحتى يبقى المشاهدون راضون ، يجب أن تتحرك مجريات المسرحية بحسب المزاج العام للمشاهدين ، حتى يستمروا في استملاح المشاهدة ، ولكي يكتنز صندوق المسرح بأموال كثيرة اثر العروض الكثيرة .
انها دماء بشر يا بشر ، انها ساحة محتل وآخر احتلت أرضه ، انها الأم التي فقدت شهيدا ولها سجينان ولا زوج ، انها العروس الملقاة على قافلة الزمن تندب شابها الذي عرفته شهرين من الزمن ثم قضى شهيدا في سبيل الله .
عن ماذا بالتحديد يتحدث هؤلاء الجبناء ، الرعاديد ، الأخناث المرتزقة ، عن ماذا بالتحديد ؟! لماذا الآن خرجت أصوات السلام والتهدئة والحكمة والعقل والتوازن ، وبقية المصطلحات التي صيغت في البنتاجون ومررت الى كتاب ” الوراقين ” ليتم اشاعتها منذ عشرين عاما ،أغاني مشروخة للشعوب المشروخة ؟!.
أيها الفلسطينون لكم التحية ، قبلة على كل حجر امتد وانطلق ، وعلى كل مسدس اندس وانطلق ، وعلى كل فلسطيني يثور الأرض تحت أقدام هؤلاء الصهاينة ، ألا فوق الرؤوس أنتم، ألا وإن ربكم وعدكم بالنصر حتى ولو بحجر ، ألا وانكم الباب الوحيد ” للجهاد الحق ” المذكور في كتاب الله على هذه الأرض، ألا فاستبشروا خيرا .
أما طلاب السلام والمسبح ، ومطاعم الفاست فود والدارسة في جماعات مرموقة وطلاب العرس الزاهر والدنيا النتنة الذين يطلبون لشعوبنا الدنيا تحت نعال ومهانة وهوان الصهاينة, فلا بارك الله فيكم وكفانا الله شركم وأذهب زمنكم .
ألا انكم أيها الفلسطينيون في الداخل رائعون حقا ، وفقط وقط وحصرا فلسطينيو الداخل الفسطيني كله من شرم الشيخ الى سعسع على تعبير الشاعر .