رئيسُ الطُّهاةِ ..
بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري

أيَّتُها التَّائِهةُ بينَ الأبعادِ الكونيَّةِ ..
أيَّتُها الجَسدُ المُكثَّفُ الأنُوثةِ ..
مَللتُ وَحدَتي الأزليَّةَ ..
أُغْمضتُ عَيْنَيَّ ألفَ عامٍ ..
طفقْتُ أُفتِّشُ عنكِ ..
بينَ الدُّهورِ أفتِّشُ ..
حولَ حدودِ الزَّمنِ ..
أُضَحِّي بالظَّلامِ حتَّىٰ أراكِ ..
يومَها وجدتُكِ ..
أمسكتُ يَدَكِ ..
نَظرتُ في عَينَيكِ ..
قلْتُ:
سوفَ أتقمَّصُكِ ..
أحومُ في داخلِكِ ..
تُرافقينَني خارجَ الوجودِ ..
فأعشَقُكِ إلىٰ آخرِ الزَّمانِ …
أيَّتُها التَّائِهةُ قبلَ التَّكوينِ ..
لا تَخافيني ..
أنا منْ تَرَعرعَ علىٰ الجَمالِ ..
مَزَجتُ عَبقَ الحُبِّ بِشَراييني ..
جَرَعتُ كُؤوساً طافحةً بالأُنوثةِ ..
ورحتُ أُلملِمُ ..
كلّ فوضىٰ أجسادِ النِّساءِ …
أيَّتُها التَّائِهةُ …
البارحَةَ تَساقَطَتْ يَدِي اليُمْنىٰ ..
كَتِفي ..
ذِراعِي ..
كلُّ النِّساءِ ماتَتْ البارحةَ ..
جراحيَ مَفْتوحَةٌ ..
دمْعَةٌ سَقَطت من عيني ..
لامَسَت صَدري ..
هيَ كانتْ تَنزِفُكِ ..
ولكِنْ ..
كيفَ حَصَلتْ علىٰ جِنسيَّةِ العِشقِ ..!!
أيَّتُها التَّائِهةُ ..
أتَسَاءَلُ ..
وطَعمُ النِّساءِ يُحيِّرُني …
منْ أيِّ الطيِّباتِ عُمِلَ..!
أيَّةُ نَكهاتٍ أُضِيفَتْ ..؟
لِما رُّشَّ بالغُنجِ والغِوايةِ ..
تِلكَ الوصفةُ بِماذا دُعِكَتْ ..
ما هوَ يا تُرى سِرُّ الخلطةِ ..!
هلْ السِّرُّ في تُفَّاحةِ حوَّاءَ ..
لِماذا كلُّ هذا السُّكَّرِ ..؟
ما هوَ طعامُهُنَّ المَسحورُ ..!!
هلْ هوَ مَعجونٌ بالأساطيرِ ..
ما هيَ وصايا رئيسِ الطُّهاةِ ..
أيَّتُها التَّائِهةُ …
أعلمُ أنَّها أسئِلةُ المُحالِ ..
ولكنْ من يُعطي كلَّ الأجوبةِ ..؟!!