أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » قطار الزمن …..رواية بقلم محمد عبد الكريم الوصيف

قطار الزمن …..رواية بقلم محمد عبد الكريم الوصيف

رواية قطار الزمن
الجزء الثاني
الفصل الرابع
الباب الثالث

بشرى….!
بشرى اول مولود لمكرم بالرياض ومستشفى الملك خالد الجامعي . بقيت الأسرة تنتظر ولادتها مع بداية الصيف في الرياض وقد هجر المدينة والجامعة كل من كانت له القدرة على السفر من السعوديين ومن الأجانب من جميع الجنسيات ومن مختلف المستويات والطبقات الاجتماعية. ولم يبق الا من هو مضطر للعمل صيفا او لتأجيل إجازته لسبب او اخر..
وكان مكرم من ضمن المضطرين للبقاء في انتظار القادم الجديد. وكانت امل هي من اقترحت الاسم وهي أشد أفراد الأسرة شوقا لاستقبالها. َفهي تريد اختا ولها قبلها اخوان كثيرا ما تختصم مع أكبرهما. أما الأصغر فقد بلغ من العمر سنة واحدة وهو اكبر الفاقدين لحضن الام وعلية ان يتعود على عطف والده ولكن عطف الوالد لا يعوض ابدا حنان الأم.

غادر مكرم سكنه الأول قرب بطحاء سوق الدرعية واستقر بسكن اخر غير بعيد منه بمبنى حديث يتكون من طابقين تقاسمه مع جاره السوداني الاستاذ بكلية الصيدلة.. وبجوارهما مبنى اخر حديثا استقرت به عائلة يمنية لموضف بالسفارة اليمنية. لم يكن بالدرعية تونسيون بعد فاغلبهم كان مستقرا بمنفوحة قريبا من الأسواق وسط الرياض
.. ولقد وجدت سعاد في اليمنيات والسودانيات والفلسطينيتين ما عوضها عن الكثير من الفقدان لموازرة العائلة أثناء الولادة وقبلها وبعدها..
وكان مكرم كثيرا ما يجدها مع اليمنيات او الفلسطينيآت او السودانيات فيشعر بالسعادة والراحة. لقد كان يؤمن بأن زوجته تكتسب دائما تجارب جديدة من مختلف الجنسيات ويجد في ذالك طرافة وإثراء في مختلف أساليب العيش ومحاسن الطباع…
كان سعيدا بمصاحبة صذيقيه الفلسطينيين الي أسواق الجملة الاسبوعية وكانا يصران على حمله معهما في سيارة أحدهما فيشاركهما احاديث الجد واللهو. و يستمع بكل عناية الي مشاغلهما في الحياة التي تتمحور حول قضيتها المركزية وقضية كل العرب والمسلمين قضية فلسطين والأراضي المحتلة.. كان يحب أن يسمعها ويعيشها مع أهلها في الشتات بلغتهم واحزانهم وماضيهم وحاضرهم. كان يحب مقاسمتهما اكلاتهما وعاداتهما واشواقهما وغربتهما الطويلة. التي امتدت فشملت الأمة كلها في اوطانها وخارجها. ..
كان مكرم يشعر بأن الوطن العربي كله يعيش غربة ما واحتلال. ما وان تفاوتت درجات الغربة و الكفاح والمعاناة….
ومع ذالك كان يقضي الكثير من اوقات السعادة المشرقة بالأمل والثقة بالله والنفس ويشعر بان الحق سيرجع يوما الي أهله …
لقد انتصف شهر جويلة واقترب عيد الأضحى واقترب مجىء بشري.. واقترب موعد السفر.بعده…
(يتبع)
! تونس في26/5/2021
محمد عبد الكريم الوصيف

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.