قــال الـراوي ….
سـليم أحمـد حسن ـ عـمّـــان
****************************
مقـدمة :
………
سأحدّثـكم هذا اليوم حديثــًا ..
قد يبدو صعبـًا وصريحـًا وغـريبـا .
قد لا يرضيكم ..
قد يزعجكم .. أو يغضبكم ..!
سيقول البعض :
رشّ الراوي الملحَ على الجرح فآلمنـا
وسقانـا المـر .. وأفـزعنـا .
ويقـول البعض :
تجاوز هذا الرواي الحـدّ وزاد ..
وتناسى أنـّا عرب ماضينا الأمجـاد .
لكني سأحدثكم .. كالعادة ِ ..
بما أقرأه ُ ، أو سـمعه ُ وأراه ْ.
واعتبروا أن حكايتنا اليوم .. مجرّد ملهاة !
* * *
في أحد الاسطبلات العربية ..
تعيش حيوانات ، منها بعض حمـير
وحمار فيها كان صغير !
يقفز ، يركض خلف أبيه ..
ويأكل ما شاء .. حشائش ..
أو تبنــًـا وشـــعير .
ذات صباح ، قرر أن يمتنع عن الأكل ِ ..
وعن الشرب .. بلا إيضاح ٍ أو تفسـير.
خاف عليه أبوه ..
فراح يحدثه: يا ولدي مالك ؟
هزلت .. وقد تمرض ..
وقد تلقى سوء مصير !
***
ردّ الابن : يا أبت ِ يزعجني البشرُ.. وفيهم عقلي يـحتـار ؟
يقولون لكل غبيّ ٍ منهم .. أنت حمـار!
ولمن يخطىء منهـم .. أنت حمـار !
ولمن سخروا منه حمـار !
ولمن غضبوا منه حمـار !
ونحن بريئون .. ومظلومون .. والظلم حـرام .
نعمل طول اليوم .. نحمل أثقـالاً .. نتـعبُ ..
نـُركـَبُ .. نـُضرَبُ .. نصبرُ ..
نجـوع ، ونعطشُ .. ولا نشكو أبـدًا !!
كـرهتُ حياتي يا أبتِ .. وأريد الموت سريعا ..
كي أرقـد بهدوء وســلام .
****
احتار الأب .. فـكـّر .. والتفكير هداه ..
قال : يا ولدي ، إنّ الإنسان العاقل أحسنُ خلق الله.
أكـرَمَهُ بالسمع ، وبالبصر ، وبالنطق ،
وبالخير ، وبالمـال ، وبالجاه .
لكن الإنسان طغى وتجـبّرْ ..
وتناسى شرع الله .. ومـا أعطـاه .
أسمعت بأن حمـارا .. عـقّ الأم .. وعـقّ أبــاه ؟
أسـمعت بأن حمـارا .. ضلـّله الطمع وأعمـاه ..
فقـتـل أخـاه .. أو سرق أخاه؟
أسمعت بأن حمـارا .. يضرب زوجتـه ، والأبنـاء ؟
أسمعت بأن حمـارا عربيا ..
يتآمر على بلد أخيه العربيّ؟
أرأيت حمـارا .. فرّق بين الأهـل ؟ وقسّـمهم..
أحـزابا ،شـيـَعـا وطوائف أعداء؟
أرأيت حمارا عربيـا .. لا يفهم لغة أخيه، من بلد عربيّ؟
أرايت حمارا .. يقتـل كل الشعب ..
من أجل الكرسي الخشبي؟
أرايت حمارا .. يتسكّع في الشارع،والمقهى ..
ويركض خلف الجنس..
وينسى واجبه الوطني؟
أرأيت حمارا .. يتعامل مع أعـداء البلد ..
من أجـل ثـراء شخصي ..
مـاذا بعـد .. حكـِّم عقلك واتبعهُ بـُنيّ ..
لن نسمع أبـدًا ما قـالوا ..
يكفينا فخـرًا ..
أنـّا لن نفعـل أبـدًا ما فعـلوا ..
وسنبقى نؤمن بالخير ِ ..
ونقـبـلُ ما سخرنا فيه الله ..
وهذا عينُ العقل ، وخير قرار.
+++÷÷÷÷÷÷÷÷÷
قــال الابن : نطقت الحكمة َ يـا أبتــــاه ..
سأظلّ حمـارًا وابـن حمــار .
***********************************