كنتُ بصحبتي|
اعتادت منِّي أن أشتمها ، أن ألعن صحبتها ، أن أكثر منها التأفُّف.
على غير المعتاد قرَّرت اليوم أن أرافقها بنزهة ، هذه الغريبة التي تسكنني عنوة ولا أسكنها .
كان لقاء الموناليزا بنفسها متعباً جدَّاً.
جلسنا تحت شجرة ، انتظرت أن تسقط على رأسي تفَّاحة نيوتن فأصرخ عاريةً من ألمي “وجدتها وجدتها نفسي التَّائهة”.
ضحكنا كثيراً كثيراً ، لا أعلم .. ربَّما ضحكنا من بعضنا .. أو ضحكنا على أنفسنا أقصد نفسي.. ربَّما ضحكنا لنضحك فقط…
بكينا أنا و أنا ، أنا بكيت أكثر ، اشتقتني واشتقت لمسحة الرِّضا بقلبي ، اشتقت لروحي المعمَّدة بالفرح ، و اشتقت لخطاي الَّتي كانت أشبه بالطَّيران على الأرض من التَّفاؤل.
جلست روحي الغريبة مقابلةً لي تنظر نحوي تتأمَّلني من رأسي حتَّى أخمص قدمي وهي تأكل دوَّار القمر و تبصق القشور بوجه حظِّي و تنعته بالمسخ .
استفزَّتني جدَّاً.. جعلتني أشعر بوضاعتي عندما قالت لي: أنتِ حمقاء كنتِ معبراً لأشخاص كثر ،هم عانقوا السَّماء و أنتِ ماذا؟! أنتِ دُفنتي في الثَّرى .. فصفعتها ثمَّ اعتذرت منها كعادتي .. هم يخطئون و أنا أعتذر.
عدنا بعد النُّزهة و كانت نفسي حملاً ثقيلاً على نفسي ، للمرَّة الأولى أشعر أنِّي اجتماع نقيضٍ لهذا الحد! ، للمرَّة الأولى أشعر أنِّي دميةٌ بأذنين طويلتين و أنفٍ قصيرٍ في زمنٍ بات به أنف بينوكيو موضة العصر.
عدت و كلِّي ينهش بعضي أقلب صفحاتي على بياض فلا أجد لها هامشاً منه أبدأ القراءة.
عند تمام الضَّياع جمعت وسادتي بيدي تحت رأسي و طرقت باب التثاؤب هروباً منِّي و قد تعبت ، نامت الغريبة وما زلت أنتظر عودتي.
سمر سليمان