تحدي أكبر الظلمة على وجه الأرض ومدعي الألوهية.. هي قصة بطولية صنعت أحداثها امرأة..
هي حكاية امرأة كتب المؤرخون اسمها بحروف من ذهب على مدار التاريخ، وذاع صيتها في الأرض والسماء، وشم رسول الله صلى الله عليه وسلم رائحتها العطرة في رحلة الإسراء والمعراج..
المرأة هي ماشطة ابنة فرعون التي ضحت بأبنائها الخمس في سبيل إعلاء كلمة التوحيد، ولنتعرف على قصتها يكفي أن نقف عند الحديث الصحيح:
وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ.. وبكت المسكينة .. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها ..
أنطق الصبي في مهده وقال لها :
يا أماه اصبري فإنك على الحق :اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ
..ثم انقطع صوته عنها ..
وغيِّب في القدر مع إخوته .. ألقي في الزيت .. وفي فمه بقايا من حليبها ..
وفي يده شعرة من شعرها .. وعلى أثوابه بقية من دمعها ..
وذهب الأولاد الخمسة .. وهاهي عظامهم يلوح بها القدر ..
.ثم لم يبق إلا هي .. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت .. نظرت إلى عظام أولادها .. فتذكرت اجتماعهم معهم في الحياة .. فالتفتت إلى فرعون وقالت : لي إليك حاجة .. فصاح بها وقال : ما حاجتك ؟ فقالت : أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد .. ثم أغمضت عينيها .. وألقيت في القدر .. واحترق جسدها .. وطفت عظامها ..
فلله درها .
كلما فجعتك مصيبة .. تذكر قصة ماشطة ابنة فرعون
فوالذي نفسي بيده أنها ضربت لنا
اسمى معاني الصبر وقوة الايمـان