الرئيسية » آخر الأخبار » من أحاديث النفس … بقلم الأديب صلاح جاد سلام …..وكالة الراي العربي ..

من أحاديث النفس … بقلم الأديب صلاح جاد سلام …..وكالة الراي العربي ..

     من أحاديث النفس :
من مصنّف لى بعنوان [[ هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،، يا أخى فى الإنسانية ]] أقتطف للقارىء الكريم ما يأتى :
يا أخى فى الإنسانية …..
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ} . النحل 125
وإذن فهو أمر إلهي منه سبحانه وتعالي ، اشتمل علي كيفية تنفيذه ،،،،،،،،،،،،،،
وعليه ،،
فامتثالا للأمر الإلهي ، وفي إطار ما بيّنه من وسيلة إلي ذلك ،،
ندعوك يا أخى فى الإنسانية ،،
هيا بنا معا نستعرض كثيرا من مقاييس الكمال البشري ، وصولا إلي النماذج منها ، والمثاليات فيها ، ثم نستعرض معا سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم إزاءها ، وصولا للحكم ،،
أين هو منها ؟ وأين هي منه ؟
والخلاصة في النهاية ــ كما ستري بعين البصيرة ــ ستكون حقيقة ماثلة لاريب فيها ،،
الخلاصة التى لا ريب فيها ، أنه قد حازها جميعا ، قولا وفعلا وسلوكا ، ودعوة إليها ، رسولا من رب العالمين ،،، مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم :
” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .
الحـلـم :
*******
هو أحد مقاييس الكمال البشري ، ويمثل صفة سامية المنزلة ، عالية الرتبة ،،،، وقد حازها بتمامها رسول الله صلي الله عليه وسلم .
روي المؤرخون الثقاة أن الله تعالي لما أراد هدى زيد بن سعنة ( أحد أحبار اليهود ، وأكثرهم مالا فى المدينة ) ،
قال زيد :
[ لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ،،،،، فكنت أتلطف له لأن أخالطه ، فأعرف حلمه وجهله ،،،،
فابتعت ( اشتريت ) منه تمرا معلوما إلى أجل ، وأعطيته الثمن ، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة ، أتيتُه ، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ ، ثم قلت له :
ألا تقضي يا محمد حقي ؟ فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل ( من المماطلة ) ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ،
فقال عمر بن الخطاب ، ( إذ كان حاضرا ) :
أي عدو الله ، أتقول لرسول الله ما أسمع ، فوالله لولا أن أحاذر فوته ، لضربت بسيفى رأسك ،
ورسول الله صلي الله عليه وسلم ينظر إلى عمر بسكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال :
” أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر ، أن تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ( المطالبة )،،،،
اذهب يا عمر فاقضه حقه ،، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته ( أفزعته وأخفته ) ” ،،،،،،،،،،، ففعل ] .
يقول زيد :
فقلت :
[ يا عمر ، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد خبرتهما ، فأشهدك أنى قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ] . آهـ
رواه السيوطى فيما أخرجه الطبرانى والحاكم والبيهقي وابن حبان وأبو نعيم ، عن عبد الله بن سلام .
وإذن ،، فهيا بنا معا نستجلى بعض مدلولات هذه الواقعة ،،
وما أكثرها ،
حبر من أحبار اليهود ، وهم القمة في العلم من أهل الكتاب ، ظهرت له كل علامات النبوة في النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، ولم تتبق إلا علامة واحدة ، هي علامة الحلم ،
أى أن العلامات ناقصة ، والأدلة غير مكتملة ،،،، ولن يسلم إلا بعد التأكد من وجودها ،
وإذن فلابد من افتعال الوسيلة المناسبة ،،،
وينجح الحبر الكبير في استفزاز محمد صلي الله عليه وسلم بأكثر من عنصر :
إذ يأتيه قبل حلول الأجل ،،
ويمسك بمجامع ردائه ،،
وينظر إليه بوجه غليظ ،،
ويتهم بني عبد المطلب بما ليس فيهم ( وهو المماطلة ) ،،
ويؤكد علي تهمته بأنه بناها علي كثرة المخالطة لهم !!!! .
أهناك استفزاز أكثر من هذا ؟
أهناك اختبار أحكم وأدق من هذا ؟
بالطبع لا ،،،
ولايخفاك أن محمدا صلي الله عليه وسلم في هذا الوقت هو الحاكم الأعلي في المدينة ،،
والحاكم لاتجوز مخاطبته بهذا الشكل مطلقا ،
بل إن لمخاطبته كثيرا من الضوابط والمعايير اللازمة ،، من تأدب ، وتلطف ، واستمناح ، واسترضاء ،، الخ ،،،
ومع ذلك فقد تجاوز ذلك المشهد كل هذا ،
ثم إن من حق الحاكم أن يعجل سداد الدين ، أو يؤخره ،
بل ومن حقه مصادرته وتأميمه إذا اقتضى الصالح العام ذلك ،،
إن أيا من هذا لم يحدث من النبي صلي الله عليه وسلم ،،
بل إنه لم يستنكر علي الحبر شيئا ( قولا أو فعلا ) ،
ولم يحاول أن يخلص قميصه من يد الرجل ،
زد علي هذا أنه لم يتجبّر في الردّ ، مع أن الحقّ معه ( إذ الأجل لم يحل بعد ) ،،
ولم يتوعد ،
ولم يهدد ،
ولم يرغ ولم يزبد ،
وانتظر ريثما يفرغ الحبر من كلامه ،
ثم إنه وجد عمر يسمع ويشاهد ما حدث ، وأنه علي استعداد لتجريد السيف مصرحا بذلك ،،،،
فماذا فعل النبي صلي الله عليه وسلم ؟
انظر معنا إلي التصرف السليم القويم ، الأنموذج المثالي ، السوى النبوى ،،
نهى عمر عن مراده ،
وصوب رأيه ،
ووعظه أبلغ موعظة ،،، [ تأمرنى ،،،، وتأمره ] .
اقرأها مرة أخري ،،،،
[ تأمرنى ،،،، وتأمره ] ،
تأمرنى بحسن الأداء ،،،، وتأمره بحسن التباعة .
ليس هذا فحسب ،،،،،،،
بل هناك أمر هام آخر وجب استيفاؤه ، ولايمكن أن يغيب عن النبي متمم مكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،،
إنه العدل ،،،
إذ روّع عمر الرجل ، فوجب له تسكينه ،، استيفاء للحقوق كاملة تماما ،
” يا عمر ، اقضه حقه ، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته ” ،
يا أخى فى الإنسانية ،،،،
هذه واقعة حقيقية ، ليست من قبيل تأليف القصص ، أوحبك الروايات ، أواختلاق الأحداث ،،،،
نعم ،، هي واقعة سجلها التاريخ الصادق الموثق بدقة محكمة ،،
فلعلها تجسد لبصيرتك إحدي مثاليات الكمال البشري ، التى حباها الخالق لعبده ورسوله وصفوته من خلقه أجمعين ، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، المتمم لمكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،
يا أخى فى الإنسانية ،،،،
لاتغلق عينــيك دون النور ،،،،،،
واقـرأ ما ســطره الدكتـور نظـمى لوقا فـــي كتـابـــه ( محمد الرسالة والرسول ) :
من يغلق عينيه دون النور ، يضير عينيه ولا يضير النور ،،، ومن يغلق قلبه وضميره دون الحق ، يضير عقله وضميره ، ولايضير الحق .
يا أخى فى الإنسانية ،،،،
اقرأ إن شئت قول الشاعر :
ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا *** للشك في النور المبين مجالا
والظـن يأخذ في ضميـرك مأخـذا *** حتي يريـك المسـتقـيم محالا
ثم ،،،،،،،،،،،
صلاة وسلاما دائمين متلازمين من عند الله تعالي عليك يا سيدي يا رسول الله ، في الأولين وفي الآخرين ، وفي كل وقت وحين ، إلي يوم يقوم الناس فيه لرب العالمين ،،،،،،،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
فتأمل .
صلاح جاد سلام

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.