أخر المستجدات
الرئيسية » مقالات » اطروحة فلسفية في التنمية البشرية .. للكاتب ايمن غنيم

اطروحة فلسفية في التنمية البشرية .. للكاتب ايمن غنيم

 

اطروحه فلسفيه فى التنميه البشريه
للكاتب والمفكر ايمن غنيم

2

 

يقول هنرى ديفيد ثورو
*اى غبى يمكنه ان يضع قاعده ما،وكل غبى سيتمسك بها *

.ويقول هنرى وارد بيشر
*اجعل نفسك مسئولا عن مقاييس اعلى مما يتوقعه اى شخص اخر منك *

ويقول ايمن غنيم
ان السعاده التى تطمح اليها فى حياتك .تخضع للقواعد التى تفترضها فى قناعاتك حول مفهوم السعاده.

نعم ان كل فرد منا ينتهج اسلوبه الخاصه فى تقييم لحظاته التى يعيشها والتى لا تجزم بان السعاده مقرونه بموقف ما ،او ان لها معيار ثابت ،يستوجب علينا الوصول اليه لكى ندرك تلك المعانى الراقيه.
والشعور بالغبطه والفرحه الغامره هو متغير وغير ثابت او محدد بجوانب حيسييه او عينيه يمكن ادراكها .
*انما هى دربا من خيال تنتهجه انت فى ايقاع ذاتك الداخليه وفقا لما تؤمن او ترتئى من خلاك قواعد قد تشربتها او تكون بمثابه ايقاع حياتى نهجت وتربيت عليه*
.
وهذا بدوره يجعلك المسؤول الاول والاخير عن سعادتك او نجاحاتك التى يمكن ان تسبب لك قسط السعاده التى تبغيها او تسعى اليها وهناك ثمه تساؤل لابد على طالب السعاده ان يساله مرارا وتكرارا لنفسه كى يسوقكك لجواب قد يكون قابع فى دهاليز نفسك البائسه والتى تحوى الاف المعتقدات المتداخله والمتشابكه، فى خضم وزخم مطالبك المتناثره ،فى ربوع الطموح والامل والارتقاء نحو الافضل، دون ادراك قيمه مالديك من انجازات او نجاحات هى قادره ان تشعرك بالسعاده دون ان تدرى .
واحساس الضبابية التى تغيم على حياتك الراهنه فانت غير قادر بالتمتع بما فيها من جمال ومابها من سلاسه ويسر تجعلك فى قمه السعاده .

وهناك نعمتان مغبون فيهما الانسان كما قال رسولنا الاعظم صاحب المنطق الواعى والراقى وهما الفراغ والصحه .
نعم هاتان النعمتان كفيلان ان يحققوا لك سعاده غامره وتسوقك هذه النعم الى سعاده تغمر كل جوانحك وجوارحك وروحانياتك اذ انت احسنت صناعتها وتعلمت كيف تصيغ هذا الفراغ فى طريقه تطوى لحظات الارق والاضطراب بساعات من التمتع والاستمتاع بما لديك ،ولاتشغل بالك بما هو ليس لديك .
وانعم بمكتسباتك ولا تنعى خسارتك . واذا كان مازال قلبك نابضا فانت فى نعمه وانت فى صحه .
وتلك هى الثانيه التى يمكن ان تدعم الاولى وهى نعمه الفراغ فى الوصول الى اللامننتهى من الاصرار على الابتسامه والاطراء ،لا العبوس والتزمر .على ماتواجهك من عقبات او مواقف هى مجدده للملل المعهود، والسئم المرهون، باعتقداتك او قواعدك فى منظومه السعاده لديك .

فقد سؤل شخص ثرى ولديه مال وفير ومكانه علميه واجتماعيه مرموقه .مااذا كان سعيدا ام لا .فاجاب بلا .وكانت مبرراته .انه مازال فى جعبته الكثير من الطموح الذى مبرراته. حقيقه ويبغى مايعادل مليونا او اكثر للايفاء بمطالبه ومطالب اولاده وانه لديه عربه ليست باحدث موديل ولديه شقه وليس قصرا ومازال شركاته محدوده فى اطار محلى وليس بالعالمى .
والاجابات فى مضمونها هى اختراق لكل العادات واختراق لكل المعتقدات التى يؤمن بها اى طامح .فضلا عن انه لم يتدارك ويشعر ويتلذذ بما هو عليه الان من نجاحات قد تحققت بالفعل.
ومن معادله صعبه قد انتجها طيله حياته وهو يلهث فى دروب طموحه الجارفه .ومابين مطلب راح يركض ويلهث لتحقيقه ومابين رجاء مدوى فى اذانه ومابين تحقيق اماله .وهو فاقد الوعى وبلا احساس يرصد مشاعر الظفر والانتصار بما قد حقق .لانه انخرط فى خطوات هى ابعد عن متناول يده وهى اكثر واعمق من خطواته .
مثل هذه الاشخاص ليسو بطامحين او ليسو بناجحين .لانهم فقدوا احاسيسهم ضمن اليات فرضوها على انفسهم وفى اطار من التجرد من التنعم بما يملك وفرضت عليه سطوه قهريه من داخله وارتعدت لانانيته كل تصرفاته وراح اسيرا لشهوه الاستحواذ والسيطره .
لا للتمتع او الشعور بالسعاده بل انه اصبح نسرا جامح .وظافرا مغتر وراحلا عما بداخله وغريبا فى وطنه، وبلا وعى يطارد احلامه وعبثا يعيش فى حرمان، فرضه هو على نفسه ومن داخل قواعده، التى افترضاها وامن بها فى مضمون سعادته .

وعلى النقيض سؤل شخص فقير يقتات يومه عنوه ويعيش حياته لحظه بلحظه ويتدارك احلامه وامنياته كقطرات ماء فى صنبور خرب، مقطره مخلوطه بعرق وملونه بالوان العناء والتعب، فى تحقيق ثلث مايطمح او استيعاب القليل من متطلباته .وكانت اجابته هى اكثر من رائعه لانه ادرك قيمه قد يجهلها الكثيرون منا .
فقال عندما سؤل هل هو سعيد ام لا فاجاب بانه عندما ينظر على قدميه ويراها مازالت تمشى على الارض فلابد وان يكون سعيدا وتغمره انذاك كل المعانى الداعمه للحياه .

فكلا الاجابتين خضعتا الى قناعه كل فرد وقواعده التى شكلت مضمون السعاده لديه
اذ انك كنت سعيدا ام تعيسا انت الذى تتحدد مفاتيح سعادتك بيدك .وفقا لم تقرره وتجعله ايقونه فكرك تجاه قناعاتك وفقا للشعور بالسعاده .

ومن الحماقه ان تربط سعادتك بمفاهيم قد تكون باليه تاره وقد تكون بلا مرجعيه صادقه تاره اخرى .وقد تمضى حياتك باحثا عنها ولم تجدها .
فاذا كانت قواعدك ستحول بينك وبين سعادتك فغير فيها ع .كى تواكب قدراتك وعمرك وامكانياتك فى الوصول الامن .
وبلا خسائر ،او تخلى عن هدف الحياه بالانشغال والانخراط فى وسائلها وفقط دون ادراك نجاحاتك فى كل خطوه تخطوها نحو المقصد منها .
فالفضاء رحب ويتسع للجميع ومهما كنت طائرا جامحا او طيارا مغاوارا فانك لاتستطيع ان تطيروتجوب تلك الافاق الرحبه .ومهما كنت اسدا ملكا فى الغابه لن تستطيع ان تلتهم كل مايقابلك من فرائس .
لكن اطمح بقدر ماتستطيع ان تحقق والا ستضيع وتنتهى قدراتك عبثا وبلا جدوى تحصد خزيا ،وتنتحب وتبكى، وتتجهم ملامحك فى خضم ومعترك احلامك وطموحاتك الجامحه.
وكن كفنان يرسم لوحاته دون ادنى مسؤليه منه عما يحدث فى الواقع .وارتئى حياتك كما تحبها انت .ولا تقحم نجاحاتك فى عبث تقدير وتقييم الاخرين .

اشعر بحياتك وتمتع باهازيحها وجمال كونها واشكر ربك على نعمائها.
فقد قالها رسولنا الكريم
من ملك قوت يومه، واصبح معافا فى بدنه، حيزت له الدنيا بحذافيرها تلك هى المعادله.

اطروحه بشريه فى التنميه البشريه
للكاتب ايمن غنيم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.