حسام القاضي -المخدرات غلطة الشعوب الكبرى

المخدرات ” غلطة الشعوب الكبرى ” ) : أكتب هذا المقال تحقيقا لوعد قطعته على نفسي لشخص فاضل أحاطني بالإهتمام، وهمس في أذني “إستمر” ، ونفح في صدري مزيدا من شحنات الرغبة في إيصال صوت لمن يحب أن يسمعه، ونثر كلمات لها من السحر على القلوب ما لا يخطر على بال – طبعا إذا تفاعلت تلك القلوب مع وقع هذه الكلمات عليها – . ( المخدرات آفة العصر ) هذا العنوان الذي طلبه صديقي وارتأيته أنا كما ورد في مقدمة هذا المقال ، وبعيدا عن التشخيص التقليدي لهذه المعضلة ( من هرب المخدرات، أين حراس الحدود، من تعاون مع من ) سأغلق القوس بسرعة حتى لا تكثر التساؤلات ، وسأضع يدي على كبد الحقيقة التي تقول بأن الشعوب هي منبع هذه الكارثة ( لأن الآفة يرتجى زوالها أما الكارثة فهي متجددة كلما خبت إشتعلت من جديد )، أظن أنه من الروعة أن ( تصلي على رسول الله ) دعنا ندخل بصلب الموضوع هل ولد متعاطي المخدرات وبيده البضاعة ؟ من أين تعلم التعاطي ؟ أين كان والديه ألم يشعرا بسلوكه ! ماذا عن محيطه جيرانه أصدقائه زوجته أبناؤه زملاؤه ؟ ثم من ختم عليه بالختم الأبدي بأنه فاسد وغير صالح بل وخطر ولربما يصبح المطلوب الأول بلا منازع، من دفعه لهذا كله ؟ هل يعطى المدمن بعد شفاءه حسن سلوك، عدم محكومية، هل يوظف بأجهزة الدولة العسكرية والمدنية ! ، الشعب من صنع المتعاطي بإهماله والتغطية عليه وتجاهل التعامل معه لا بل وازدرائه والخوف منه، والدولة من قست عليه وأقصته وحرمته من أبسط حقوقه وجردته من أصل بذرته الطيبة التي ولد عليها – الفطرة – التي تحدث عنها الرسول الأكرم ” كل مولود يولد على الفطرة ” ومن الفطرة سلامة التوجه والسلوك، المخدرات وآفتها ومخاطرها ومراكز العلاج لها وحجم الإنفاق عليها وبرامج الرعاية النفسية والدينية كلها بالإمكان أن تختزل ( باحتواء المتعاطي ) بإشعاره بآدميته، بإعطائه مشاعر الدفئ والحنان الذي يحتاج بالأخذ بيده نحو جادة الصواب، أنى لمدمن أن يشفى وهو في وطنه كالشريد، وفي بيته كالغريب، وبين أهله وجيرانه كالمنبوذ ، ألا بئس بيئة تقسوا على من فيها، تصنف هذا بالصالح وذاك بالطالح، بدلا من أن تثني على المصيب وتأخذ بيد المخطئ نحو الصواب، وليبقى المدمن قنبلة موقووووته قابله للإنفجار بوجه من حولها وبأي لحظة كانت، وبرااافو علينا كلنا ( حوالينا مدمن ) . إطلالة الشفاء بأمر الله بقلم العبد الفقير لربه حسام القاضي