أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » حكاية الصوَر المركَّبَة بقلم د.عماد الكيلاني

حكاية الصوَر المركَّبَة بقلم د.عماد الكيلاني

حكاية الصوَر المركَّبَة

11924573_902666636481053_7990508080043627387_n
الرأي العربي .. د.عماد الكيلاني

وهناك وقفت عيونك شاخصة على أوراق اللبلاب
تبحث في الساق عن بعض حروف الكتاب
تقرأ فوق عاصفة الشمس بعضاً من عتاب
تدقق في أطراف الحكاية بعض أسرار الغياب !
تكلّم الشجر فأنطق الوصف حروف روحي
والغصنُ نادى بصوتٍ أجشٍّ على أحبابي
وعلى أطراف وردتها التي رسمت اطرافها على قلبي
سكن الكناري فوق دار حبيبي يغرد في ليل بلا سحاب
وبلبل الشرقِ لا ينوي الرحيل يغني بعض أشجان العذاب!
(2)
وطن بحجم السماء تملأه النجوم
وكل شيء حولي يحوم
وبعض حروف من شفتيّ تساقطا
بعض معانيها لحكايتي تلوم !
وهناك صورة معلقة على رأس خيمة فوقها علَمْ
وحبلٌ يمارس قوة الشدّ في وجه الريح والألمْ
أما المشاهد من حولنا فإن أطلت النظر تؤثم
وإذا أشحتَ بوجهك مرة سقط الحرف وانكسر القلم!
(3)
وتلك اصابع الطفولة تلعب بالماء في النهر
تغني ببراءة الاطفال للأسماكِ
فتنتفض السميكاتُ التي أندفعت نحو الخطر
وعلى يمين بحيرة الأسماك هناك صينية كلها ثمر
وبين جداول الماء سلسبيلُ مذاقٍ مفتخَر !
فتلك طفلةٌ تبكي إذا غاب عن وجهها القمر
فيغار نجمٌ يراقب المشهد يحمي بقية المنظر
يصب لواعج البراءة في إطار حكاية المرمر !
(4)
ماذا يقول الزيزفون إذا أطل الهوى في جنون
ويظلّ وجهه صامتٌ والجمع يشهد في سكون
وبعض سطور تناثرت حروفها فوق المُتون !
يأتي إلينا في آخر المشوار يقرأ بعض آيات وفتون!
تلك أجنحة الفراشة ترتمي فوق حضنها المغبون
يا أيها الزمن الذي اغنى عن العتاب دون العيون!
دعني أفتش في الكتابات التي حفرت على الظنون
وبعض قراءاتنا تحتاج تفسير لتقرأه العيون!
(5)
وهنا مشهد الاشجار ترقص وسط غابات الوجع
ومشاهد الرقص تؤلمنا إذا كانت من المُتَع
وهنا دروب النشيد تقرأ بعض الاغاني وما قد وقع
آياتها الجدران محفورة بحروف حبرها منتقَع
ودفاتر الأزمان تطايرت أوراقها عبر الثقوب والبُقَع
بعض ذاكرتي منها وكثير من أوهامي كانت ممتنع!
وهنا يعلو صوت الأنين ونداء قلب خافقٍ مستمع!
وهنا تلتقي أطراف نهر جرى مع الشرايين من مرتفع
سيرة أول الحروف بها حكاية من سطرٍ غارقٍ بالهلع!
(6)
هذا حمام الحلمِ يا بقية الأحلام في دفاتر الاوهام
يشدو ويشدو ويطربني في آخر الطريق الى الغرام
ما أجمل الأصوات خافتة بالفجر من هديل الحمام
وتحت جناحيه تطريزة من خيوط الدمع قبل المنام
يا درباً تخيّلتُ بابه من ضلعي القاصر في المنام
والدمعُ إن الدمعَ بعضه مني وكثيره من وادي الأرقام
ونهر غريبتي التي تنادي يا ويلها خسارة الأزلام
وعجيبة هي الأيام كيف اقرأ بعض آيات سفر الحرام!
إياك أن تقرأ كل كتاباتها قبل الفجر وقبل أن تنام!
(7)
يا مجاري الدم التي أنسكبت على جدارية الحزن في الشام
تغرق الأرواحُ في مواكب الموت التي للآن بعد لا تُضــام
ذلك المسكوب في مجرى شرايينا الأشجار تنبؤُ بالملام
لعل من تجرّد من كينونة الخلق وامتطى سيوف الموت الحرام
سيبدأ تعداد سكاكينه التي تقطعت بها الأوصال في الأحلام!
(8)
مولودة من غارق الأوجاع قد أطلّت بيننا قبل الغروب
بكت حين أذّن الأب المكلوم فامتد صوته بين الدروب
ما زال يحلم ببعض جارية ستحمل الطفل بالمقلوب
ما زال ينتظر المساء مع المطر الذي كالثلج لا يذوب
(9)
طال الغياب وحين أسألها تجيبني الأشجار همساً بلا جواب
أتعجب من كل ما قالته في أذني كأني أعيش يوم الحساب
دفتري مليانة أوراقه صورٌ تركّبت من دم السكين في المذاب
لعلّ ينتهي فصل المذابح يوماً ويزول من أرضنا هذا العذاب!
(10)
يا لهبوب النار من رماد نيران القلوب فتأججت نار
وتسلّقت بعض أغصان الوجع الذي أمتد خلف الدار
هذي هي الوريقات التي على أطرافها أسس الحوار
وعلى بقية الغصن الممد فوق رأس الغيمة المنطار
هناك بعض كلام يعني إننا لم نزل في بداية المشوار!
(11)
حين التفتُّ فإذا هناك على خدّها الذاكرة دمعتان !
وعلى جبين الحكاية من لهف نفسي قبلتان
أنا ذاته الذي يوماً ناديتموه فأدى واجب الإنسان!
حاولتُ أن استريح مرة فإذا بالنوم يسرقني إلى الجنان
فغفوتُ بعض وقتٍ وحين أفقتُ وجدتني ولهان
كم مرة سأعدّ روحي كي تجتازه الصعب والامتحان!
تلك أيام تأخذ حقها من أعمارنا حتى لا نُهان !
(12)
رأيتُ طيفه مرة وتكررت مرات في المنام
حاولت أن اوقف الحلمَ مرة ومرة قال أنه يضام
بعضُ حلمي صورة حفظتها تاريخاً ومقام
تكثر في الحلم صور عتيقة لها معنى وملام!
مرّت سطور الحكاية فو رأسي مثلما يأتي الغمام
وسألتُ قطيرات المطر هل ظل فيه هُلام ؟
(13)
يظل الحال مثلما كان حين يتكوّرُ الليل
يزدان نسيجه من غيمة تاهت بوادِ ويل
وعلى أطرافها الغيمة جداولُ كلها ميلْ
(14)
هناك قلوب تجشّمت عناء العتابِ تهادت
عجبتُ من تسارع الأحداث بالليل فقالت
هنا تنتهي الحكاية التي سطّرتها ثم نامت !
(15)
وفي حجيراته الصمت تهادى الكأسُ ماء
فإذا بالكأس تغرقه غيومٌ وامطار السماء.!

29-8-2015

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.