أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » رسالة من داخل السّجن …. رواية بقلم: رشيد (فوزي) مصباح

رسالة من داخل السّجن …. رواية بقلم: رشيد (فوزي) مصباح

رسالة من داخل السّجن
رواية قيد الإنجاز
ــــــــــــــــــــــــ
الجزء الخامس
(4)
لم أكن أتوقّع أن يتم سجني بتلك الطريقة المهينة، بعد اتّهامي بمبلغ زهيد وثمن بخس دراهم معدودة أنا في غنًى عنها. وكنتُ في تلك الأيّام العصيبة أُصارع على عدّة جبهات أُعاني من مشاكل عديدة وخلافات؛ بين أبويّ اللّذين قرّرا الانفصال عن بعضهما في آخر العمر، فبات لزاما عليّ تحمّل تبعات الفراق، باعتباري الابن الوحيد، بما في ذلك الإجراءات القضائية. ما أرغمني على بيع السّكن الوظيفي الذي شغلته لسنوات، بعد أن قمتُ بتسويته من النّاحية القانونية ودفعتُ ثمنه للبلدية باعتبارها المالك الشرعي من المال الذي استلمتُه من أحد المغتربين من أبناء القرية واسمه العم “أحمد” وهو رجل سخي، واقتنيتُ بما تبقّى لي من المال مسكنا متواضعا للمرحومة والدتي التي لم ترض أن تسكن معها زوجتي، فبتُّ مكرها على اتّخاذ أحد القرارين أحلاهما مرّ؛
إما أن أُطلقّها وما قد ينجم عن ذلك من تفريط في الأبناء، وكان عددهم في تلك الأيّام خمسة. أوالبحث عن مسكن آخر، وقد دفعني ذلك بالعودة من جديد إلى السكن الوظيفي الذي قمتُ ببيعه، ولأنّه كان شاغرا. فمالكه الجديد العمّ “أحمد” رجل تدرّب في ديار الغربة على مجاراة المحن، لذلك كان معي سخيّا ولم يرغمنِ على الخروج منه أو إخلائه نهائيا، بل شجّعني على المكوث فيه وإلى أجل غير مسمّى.
وقد تسبّب لي ذلك في خلاف مع بعض أعضاء المجلس الشعبي البلدي الجديد، والذين راحوا يضايقونني، وحتّى إنّهم بالغوا في الشّكوى متذرّعين ببعض النّصوص السّاذجة من التي لا تسمح بالتنازل عن السكنات الوظيفية لفئة معيّنة من الموظّفين؛ كأنّي الجزائري الوحيد الذي يبيع سكنا وظيفيّا. وقد ذكّرني هذا الأمر، وهذه المزايدة وهذا المِراء، بقصّة السيّد (شعبان أيت عبد الرّحيم)، أحد ولاّة الجزائر في منتصف الثمانينات، مع الصّحفي الذي سأله ذات مرّة عن عدد السّكنات التي يملكها، فردّ عليه بقول جريء: ” ولا حتّى عُشر ما لدى وزير من الوزراء “.
وشاءت الأقدار في هذه الظروف القاهرة أن ترسل لي بغريمي،”عقرب الشّدائد والمصائب والشّقاق “، والشّخص الذي كنتُ قد تورّطتُ معه سالفا، فوجدني في حالة من الضّعف والهوان الشّديدين، ولستُ أدري كيف حتّى سلّمته استمارة فارغة، الورقة اللّعينة التي بسببها وجدتني متورّطا وكانت بمثابة صكّ على بياض، ففعل فعلته التي فعلها، ولم يرقب الله ولم يستحِ منه، فأكل الشّوك بفمي وكان من الماكرين.
الشريف د.جهاد ابومحفوظ، فاطمة امزيل سفيرة المحبة و٤ أشخاص آخرين
٤ تعليقات
أعجبني

تعليق

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.