وكالة الرأي العربي الإخبارية
.
زيارة إلى الماضي
مقال بقلم – ياسر مكي
كبرنا لدرجة أننا لم نعد كما كنا من قبل وكأننا نعيش في عالم آخرغير الذي عشناه فلم نعدنحتفظ بملامحنا الأولى اختفت تفاصلينا الجميلة ومعها محيت براءتنا وضاعت طقوسنا التي كانت تميزنا عن غيرناومع مرور الايام غاب الرفاق فضاع من بيننا الوفاق وتحولت جنان الورود التي كانت تسكن القلوب إلى غابات موحشة ومظلمة تسكنها الخفافيش والذئاب والطيور الجارحة لنجد أنفسنا قد كبرنا وهرمنا ومعنا كبرت في قلوبنا أشياء وصغر بأعيننا أشخاص كنا نعدهم من الرفاق الأخيار ولكننا وجدناهم ذئاب
صدمتنا الحياه الآن بزمن آخر نعيشه غير الذي عشناه تتسلق جدرانه هفوات ونزوات ومصالح عالم جديد أوجدنا القدر فيه لنصدم بغياب الصدق والإخلاص والوفاء ليحل محلهم الكذب والغدر والخداع هي دنيا نعيشها الآن لم تعد الأشياء فيها تحتفظ بأشكالها القديمة بل اختفت تفاصيلها الرقيقة ومعها ضاعت عاداتنا التي زينتنا وميزتنا
أصبحنا نعيش على ذكريات طفولة وصبا جميلة كانت سماتها البراءة والطهارة والنقاء واسرارنا حينها كانت بيضاء كلها نقاءوأحلامنا كانت أيامها ورداءكنا نضحك دون أن نشعر وكانت حكاياتنا بيضاء بريئة من القلب نرويها لتزين صفاءه ونقاءه
الآن نفيق من حلم جميل لنصدم بواقع مرير نتحرق فيه شوقا لماضي برئ عشناه ولم نعلم أن في انتظارنا حين نكبر واقع شرير ودنيا موحشة عبارة عن غابة تقطنها الوحوش لنتمنى في النهايةأن لو عاد بنا الزمن إلى الماضي الجميل
.
بقلم – ياسر مكي
