أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » ” زين والجنون ” قصة قصيرة بقلم القاص والشاعر محمود ابو عاشور

” زين والجنون ” قصة قصيرة بقلم القاص والشاعر محمود ابو عاشور

قصة قصيرة ** زين والجنون **

12208716_1007570102627160_3108037219110263253_n
الرأي العربي .. محمود ابو عاشور

– خرج المعلم أنور كعادته في الصباح متوجهاً لورشته لبدأ يوم عمل جديد . وأخذ يردد في نفسه وأحياناً جهراً ذكر الله والصلاة على رسوله الكريم .

– . ويتخلل هذه الأذكار تحية فلان وافشاء السلام على علان .إلى ان وجد جلبه وصياح من الصبية وهم يلتفون حول شخص ويقذفونه بالحصى وبعض الفواكه المعطوبة . مشى بسرعة ناحية الجلبة ولم يرقه منظر الصبية وهم يسخرون من (زين المجنون) . زين الدين كمال حسن الجنايني .نَهَرَ المعلم الصبيان بشدة وأمسك بيد زين ومسح التراب من على جبينه وقَبَّل رأسه ومضى به إلى الورشة وأجلسه بجواره .
زين : ينظر يمنة ويسرة وللأعلى وللأسفل وللمعلم أنور دون هدف أو حتى اظهار حزنه مما جرى له وكأن ما حدث شئ معتاد عليه .
عم أنور هات لي أفطر وهات شاي وإزازة كوكاكولا .
المعلم أنور : ابتسم المعلم . حاضر يا أستاذ زين بس يفتح المطعم والقهوة وانا أجيب لك أحسن فطور . هوه احنا عندنا كام زين . ابشر بالخير يا ابني .
زين : قول لي يا عم أنور … لو العقربة لسعت التعبان ( الثعبان). يموت صح . صح يموت .صح صح يموت . قالها وهو يرمق المعلم وكأنه يريد انتزاع إجابة منه ترضيه .
المعلم أنور : يا ابني ايه اللي يجيب العقربة جنب التعبان . يمكن يموت يا زين ..
زين : يضحك بدون سبب ثم يقوم من مكانه وينظر تحت الدكة التي يجلس عليها ثم يرجع لمكانه مرة أخرى . عارف يا عم أنور . الكوارك ده أصغر وحدة قياس للذرة وبيعيش 3210 من الثانية يعني عشرة وقدامها 32 صفر ومع ذلك حياته مستقرة وممكن يتزوج ويخلف كمان .
المعلم أنور : ينظر لزين ويتحوقل ويشفق عليه . فهو يعلم قصته ويعلم أنه عبقري .وقد التحق بكلية العلوم قسم الفيزياء النووية وكان من الطلاب العباقرة . وقد أحب فتاة زميلته في قسم البيولوجي .حباً شديداً وعنيفاً وتقدم لخطبتها من أهلها لكنهم رفضوا لاتساع الفروق الاجتماعية بينهما في صالح الفتاة . وقد أحبته هي في بادئ الامر لكن مع الوقت بدأ حبها له يفتر . وكانت الطامة الكبرى يوم رآها مع معيد القسم خاصتها وهما يجلسان في كافيتريا الجامعة ويتبادلان الابتسامات والضحكات والنظرات بعمق أحياناً . يومها جن جنونه وذهب عقله فترك الجامعة وهام في الشوارع لا يلوي على شئ يبيت في المساجد او تحت احدى السيارات المتوقفة ويأكل حيث شاء من هنا وهناك ..ثم استدرك …….
لا يا ابني معرفش الكوارك ده .
زين : عارف يا عم أنور أنا بقول شعر حلو خالص .
المعلم أنور : طب سمعنا كده حاجه .
زين : ينظر للمعلم أنور بأسى وحزن وقد اغرورقت عيناه بالدموع ثم أنشد.
سلوتُ زماناً كنتُ فيهِ مضَيَعَاً = وراعينا فيه الودَ فما رَعَى
فمَا كلُ من ظنَّ يأثمٌ ظَنُـــــهُ = ولا كلُ من قَبِلَ الملامةَ إمَعَ
فَكَيفَ بَصَبٍ شَفَهُ الوجدُ وربما = سَعَتْ إليهِ الذكرياتُ وما سَعَى
يُكَابِدُ أطرافَ الشُجونِ ووخزها = حتى نَعَاني البوم ُ وحَظِيَ ما نَعَى
المعلم أنور : ذهل المعلم أنور مما سمعه من زين الدين . وما شعر به عندما شاهد الأسى والحزن على وجهه . وقال له والله يا ابني انتَ خسارة كبيرة في اللي جرى لك ده .
زين: قام من مكانه ثم نظر للسماء دون حركة وكأنه قد رأى أحداً أو يعتب على أحدٍ وبعدها اقترب من المعلم أنور وأمسك يده وقبلها وأنطلق مسرعاً وهو يردد كلاماً غير مفهوم ..
حنظل الحنظول …… وتبعثر المأمول ….. فتعقل المجنون …. في حضرة المعقول .
وتمايل النَّوَّاح …… من نشوة الأقداح …. فعَرْبَدَ السَفَّاح …. في كعبة الأرواح .
المعلم أنور : ينادي على زين الدين . تعالى يا ابني الفطور وصل . ولما لم يجبه وغاب عن أنظار المعلم . اغرورقت عينا المعلم بالدموع وهو يردد
وتعقل المجنون …….. في حضرة المعقول ؟؟؟؟؟؟
محمود

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.