أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » كتبت الأستاذة صباح تفالي ….

كتبت الأستاذة صباح تفالي ….

أعجبتني هذه العبارة من أستاذنا الشاعر والأديب د. وصفي حرب تيلخ.. بعد ما قرأته من روعة تقديم له في محاورة مع بعض الإعلاميين :
“الصعوبات والمصائب تصقل الرجال ولا مكان للضعفاء”.. وغيرها من المحاورات التي أثارت إعجابي وحبي لهذه الشخصية اللامعة..
حواراته وتصرفاته وعطاءاته كانت دائما تعكس لي نفسا نقية ونبيلة صقلتها الأيام بشكل واضح ومشرف.. خصوصا أنها كانت تنطلق من أرض الواقع بتوجها المنطق وتعطرها الحكمة وعمق التحليل والتفكير.. وقد تعزز فكره بالعمق الدراسي الذي خاضه الدكتور وصفي في حياته عبر مراحله الدراسية التي استمرت إلى غاية تحصيله البكالوريوس في علوم اللغة العربية وآدابها ثم الماجستير في البلاغة والنقد العربي ومنهج الأدب الإسلامي.. وهذا الدرب توج بشهادة دكتوراه ليست فخرية وحسب.. وإنما هي شهادة مدروسة ومكتسبة عبر دراسات عليا ومراحل تخصصية جهد في تحصيلها وتفقه فيها من خلال طرحها ومناقشتها أيضا.. ووصل إلى نجوميتها عبر مرحلة التدريس الإبتدائي والثانوي التي أشرقت معالمها بالتدريس الجامعي..
لقد كان الدكتور وصفي يتصف بالصبر والمثابرة والطموح.. وكان عصاميا يعتمد في عطاءاته على نفسه ومجهوداته الخاصة.. وهذا ما جعله يرتقي حيث المجد والنجاح.. من خلال تخصصه الأدبي.. بدافع تأثير محيطه على نفسيته الأبية المتأصلة والصامدة أمام النكبات ومصاعب الحياة.. وكذلك من خلال إصراره على تحقيق أهدافه الشريفة والنبيلة.. والوصول إلى ما تصبو إليه آماله وروحه النقية الشفافة التي عكستها منتجاته الأدبية من شعر حر ومنظوم ومقالات نثرية.. وخواطر وآراء أخلاقية وإنسانية وعاطفية بناءة بعيدة عن أي تعسف أو تطرف ديني أو سياسي.. فهذه الشخصية الفذة قد اكتسبت خبرة واسعة في الحياة الأدبية والنفسية والاجتماعية ككل.. وكما قال الدكتور وصفي وكما قال غيره من الأدباء أن الإنسان ابن بيئته.. وهو وليد توهجاتها وأحداثها وصدماتها أيضا التي تنعكس إيجابا على تصرفاته وطبيعة إنتاجه الفكري والمادي.. والملاحظ أن الدكتور وصفي إنسان متدين يؤمن جدا بالقدر خيره وشره.. وأن الإنسان مسير في هذه الحياة.. لذلك فقد رضخ لما فرض عليه القدر من مسار حياتي.. لكنه أحب عالمه وتخصصه.. وزاول دينه وعمله وأدبه بكل حب وأمانة.. فتفنن فيه وعشقه بكل ألوانه الأدبية.. وأبدع في الشعر والنثر معا.. ولقد ألقى أول قصائده بجامعة دمشق عام 1974م.. واستمر في نظم أشعاره.. ونظم في عدة مجالات.. مجال الحب والغزل الذي برع فيه.. وفي المجال الإجتماعي والسياسي أيضا.. وبرع في وصف الطبيعة.. وفي الرثاء أيضا.. وأنشد أيضا لبلده فلسطين أروع الحرف وأحر البوح.. إلى أن كون عدة دواوين في طريقها إلى النشر إن شاء الله.. فعلا كانت مسيرته الأدبية مسيرة ناجحة وحافلة بالعطاء.. أبدع فيها فتحدى نفسه وتحدى الزمن وما جاوره وتفوق على نفسه.. بحوافزه السامية.. ومجهوداته الملحوظة من خلال دراساته العليا.. وطموحاته الشريفة.. وقد أفاد الدكتور وصفي في بعض حواراته بحكم علمه وإدراكه لحقيقة الأمور.. -وهذا هو الملاحظ فعلا لأنني أشاركه الرأي- أنه صار للشعر والأدب دخيل.. من خلال ما يسمى “بالشعر النثري”.. فالشعر هو ذلك الكلام المنظوم الخاضع للبحور العروضية.. والنثر كلام جميل وصور بديعية بيانية لكنه غير خاضع لفن العروض وقواعده.. فلكل واحد منهما خصائصه وتسميته الخاصة..فإن سلبت تلك الخصائص طبيعتها فقد كل واحد منهما حقيقة طبيعته ومعالم اتجاهاته.. وقد اعتبر التحرر من الوزن والقافية ضعفا وهروبا من الإلتزام بالتفعلة لتميزها وصعوبة وزنها.. وأشار أيضا إلى تضعضع اللغة العربية خصوصا فيما يخص النحو والإملاء.. وكان بحق منصفا حين أبدى غيرته على لغة القرآن.. والمصطلحات المعروفة لكل تخصص.. فهو ضد أي تحريف لكل مسمى يخفي حقيقة وطبيعة الشي.. فمثلا الشعر شعر.. والنثر نثر.. والقصة قصة.. فهو ليس ضد التطوير الأدبي.. لكنه يوضح أنه لابد من إعطاء لكل حق حقه ووضعه في خانته الأصلية.. ولا يجوز سرقة اسم لكل مستجد من غيره.. وقد أوضح كذلك أنه لا يعارض الشعر النثري بل يدعو إلى إيجاد مصطلح يميزه عن الشعر العمودي.. لأنه لا يتمتع بمزايا وخصائص الشعر المنظوم.. وكانت نظرته إلى الواقع الأدبي نظرة واقعية ومنصفة.. إذ يرى أن تاريخ الحركة الأدبية لدى الأمم تزدهر وترتقي بإبداعها وتفوقها على نفسها.. وتنحط برداءة إنتاجها بشكل عام.. ولكن لا تفقد الأمة بعض المتفقهين والمثقفين الذين يسعون إلى استنهاض الأمة في كل الظروف والأحوال..
ولقد تكلم بكل أسف أن الوسط الأدبي يحتاج إلى النظر في أمره.. خصوصا بأن الأمور اختلطت ببعضها واشتبكت.. وأن أكثر الكتاب الجاهلين يقتنون أسماء ليست لهم.. ولا تتوافق مع تركيبتهم وضعفهم الأدبي.. كإسم “شاعر” أو”أديب” أو”روائي”.. وما إلى ذلك.. إلا البعض منهم وعددهم قليل.. رغم أن بعضهم دارسون وجامعيون..
وقد أفاد الدكتور وصفي حرب تيلخ.. أن مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب.. هو منظمة غير حكومية.. تضم الفئات المذكورة في مسماه.. ويلخص هدف المجلس في قوله:
“نحن مجموعة تنتمي إلى الوطن العربي الكبير همنا النهوض بالثقافة العربية بعيدا عن التطرفات السياسية والدينية”..
وأضاف إلى ذلك أن أسرة المجلس تسعى إلى الإرتقاء بثقافتنا العربية إلى أعلى المستويات.. وأنه مع الجهد والمثابرة وبشرف الأهداف السامية فيما بين الأسرة المتحابة المتكونة من جميع أقطار الأمة.. يمكن أن نحقق النجاح والإرتقاء الأدبي والأخلاقي.. من خلال مسيرة أدبية راقية هدفها النضج الفكري وصقل الكلمة والمحافظة على تلألئها في حضن الإبداع وسمو العطاء الهادف..
وقد أوضح أيضا أن المجلس قد اهتم كثيرا بشباب الأمة.. فهو يقوم بمساعدتهم.. ويفتح أمامهم المجال للوصول والنجاح والتثقيف من خلال تشجيعهم لنشر أعمالهم الأدبية وإشراكهم في الأمسيات الشعرية وما إلى ذلك.. وقد اهتم المجلس أيضا بالأطفال.. ولهم صفحة خاصة تسمى: “براعم مجلس الكتاب”.. وصرح كذلك أن المجلس يضع خصومات لرسوم العضوية للطلاب.. يصل إلى حد الإعفاء لمن ثبتت عدم مقدرته..
هذا وقد أضاف الدكتور وصفي بقوله: ”
نحن الجزء الواعي من الأمة نتفاعل مع كل قضاياها بعيدا عن العنف والعنصرية والطائفية..
نتخذ من الثقافة بابا أوسع..تقوم استراتيجيتنا على استقطاب الأدباء والشعراء وأهل العلم على مستوى الوطن العربي.. وتكوين لحمة اخوية بينهم يكون همها الاول الارتقاء بالثقافة العربية كوسيلة لحفظ كيان هذه الامة.. والمضي بها لتأخذ دورها المطلوب والمأمول بين الأمم..لسنا -كمجلس في موقف تصادم مع اي نظام عربي..ولسنا في موقع تحالف وتبعية..نحن ننبذ العنف والارهاب والظلم ايا كان مصدره”..
ولا زالت هذه الشخصية تصدح بالحب والعلم العطاء.. ونحن دائما في انتظار جديدها.. شخصية ☆الدكتور وصفي حرب تيلخ☆.. نتمنى من الله التوفيق والنجاح والإرتقاء لنا وله ولكل المسلمين كافة أجمعين..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.