أخر المستجدات
الرئيسية » آخر الأخبار » لقاء رابطة الكتاب العرب مع السيد الدكتور محمد ازلماط..من اعداد وتقديم الشاعرة روعة محسن الدندن

لقاء رابطة الكتاب العرب مع السيد الدكتور محمد ازلماط..من اعداد وتقديم الشاعرة روعة محسن الدندن

لقاء رابطة الكتاب العرب مع نائب الرئيس التنفيذي لمجلس الكتاب والادباء والمثقفين العرب السيد الدكتور محمد ازلماط

اعداد وتقديم الشاعرة والكاتبة السورية روعة محسن الدندن
 
الحداثة والثقافة الأدبية والنقد
النقد بين الحداثة والتقليد
بين البناء للفكر العربي أو انهيار اللغة
حوار أدبي أحاول من خلال ضيفي
الكشف عن اختلاف أو تباين وجهات النظر في
النقد الأدبي أو النقد الثقافي وحركته حديثا
وضيفي من المغرب العربي
الدكتور محمد أزلماط
ازلماط من مواليد 26دسمبر1961ايموزاركندر المغرب
حصل على درجة الدكتوراه الدولة في اللغة العربية وآدابها من كلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة محمد الاول وجدة المغرب سنة 2002
حصل على شهادة دبلوم الدراسات العليا في الاداب الحديث من كلية الاداب والعلوم الانسانية ظهر المهرز جامعة محمد بن عبد الله سنة 1992
حصل على دبلوم تكويني حول التواصل من جامعة الاخوين بايفران المغرب 2011
حصل على شهادة تكوينية في التدبير الاستراتيجي من مركز الدراسات والأبحاث بفاس سنة 2017
حصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة والإبداع الرباط 2005
يعمل حاليا اطارا في عمالة اقليم صفرو
عضو في اللجنة العلمية للملتقى الثقافي بجماعة صفرو
نائب الرئيس التنفيذي لمجلس الكتاب والادباء والمثقفين العرب
سفير للنوايا الحسنة لمؤسسة صناع السلام المعترف بها من منظمة الامم المتحدة
عضو ومستشار اللجنة الفنية بمدرسة النهضة الادبية الحديثة
له كثير من الكتب والدواوين والمقالات والمداخلات من بينها
الكتب
&1 كتاب تجديد الخطاب الديني استراتيجية التنمية والامن الروحي
&2 كتاب الديمقراطية في المغرب المعاصر تصورا وممارسة
&3 كتاب خصوصيات تشكيل المتن الشعر العربي المعاصر مقاربة سيميائية
&4 كتاب التواصل والتنمية في المؤسسات العمومية
&5 كتاب التأويل السيميائي العصبي للكتابة العربية النسائية
&6 كتاب عناصر الحداثة في الشعر العربي المعاصر نموذج عبد العزيز المقالح
المداخلات المشارك بها في الملتقيات والندوات العلمية والثقافية
~ 1 سؤال الخصوصية والتنوع في الثقافة الشعرية في الواحة الصحراوية بملتقى عيون الادب سنة 2015
~ا 2 المظاهر الجمالية والفنية في خريطة جغرافية الشعر المغربي نموذج عبدالله راجع بملتقى الثقافي بايموزار كندر سنة 2017
~ 3 لم تبدو النصوص الابداعية والوصفية مختلفة ؟ بالصالون الادبي بوجدة سنة2017-
~4 منجز التخييل في الشعر السردي النسائي المغربي المعاصر بالملتقى الثقافي بالدروة سنة2017
المقالات
+1 الاتجاهات الحركية الفكرية في دراسة الاصلاح الديني وفق السياق الاسلامي تم نشر المقال في 120 موقع ومجلة وجريدة الكترونية سنة 2017
+ 2 الخريطة الذهنية للعلم في سورة البقرة من القران الكريم تم نشر المقال في موقع مجلس الكتاب والادباء والمثقفين العرب وفي المجلات الالكترونية سنة 2016
+ 3 النظريات والاتجاهات المعاصرة لتعلم اللغة الثانية لغير الناطقين بها تم نشر المقال في مواقع ومجلات الالكترونية سنة2016
+4 البديل الثالث في ابداع السرد الشعري المعاصر تم نشره سنة 2015
~ 5 السياق المفاهيمي والمرجعي للتواصل في التراث العربي تم نشر المقال في مواقع ومجلات وجرائد الكترونية
 
أهلا وسهلا بك دكتور محمد ضمن حوارات روعة
هل النقد العربي مازال في دائرة التقليد أم تغير بسبب الحركة الأدبية المعاصرة؟
 
في البداية أشكر الأستاذة الفاضلة على هذه البادرة الطيبة التي من خلال يمكن اشاعة الضوء على مجموعة من القضايا المتعلقة بالفكر والثقافة وداخل الثقافة تندرج مجموعة من اجناسها التي تكونها ومنها الادب والنقد لان موضوع هذا الأخير هو الأدب نفسه.وسؤالك يجب تفكيكه و الاستنباط منه المفاهيم النواتية التي يمكن تحديدها وتعريفاتها وكشف خصوصياتها،وتمييزها عن التي غائبة في نسق التركيب لكنها حاضرة في سياق بنية السؤال.وهي تتمثل في مصطلح النقد والنقد الادبي.فالنقد يعني حكم مرتبط بالقيمة القائم على التمييز بين القبيح والحسن.
وأن هذا التعريف تم استغلاله في النقد العربي الذي موضوعه كل الموضوعات المتعلقة بالدين ومجالاته والسياسة وفضاءاتها والمجتمع ومكوناتها والثقافة وأشكالها التي تبلورت في المجال الجغرافي الذي تحدده القومية العربية او الذي نشأ في مجالات جغرافية مختلفة لكنه مكتوب برسم عربي واللغة العربية..ففي هذا الإطار نجد أنفسنا امام تصور يصور العقل والشعور في المجال العربي المرتبط بخصوصيات الانسان العربي.وتصور الثاني ليس بالمجال العربي مؤثر بثقافات مختلفة ومخالفة ولكن مكتوب برسم عربي وباللغة العربية كالاستشراق .اما النقد الادبي العربي هنا اقتصر على العربي الذي منشاه فكريا وتصويري وتعبيرات ووجدانيا في المجال الجغرافي العربي والذي موضوعه الأدب قصد الحكم على نصوصه وفق وسائل وتقنيات وقواعد للكشف عن الجودة والرداءة ومن هنا تجلى النقد الادبي المعياري وبدأ النقد الانطباعي يتلاشى لكونه يقوم على العاطفة وحكم القيمة..وان النقد الادبي ارتبط باوصاف الفكر والمعرفة التي تختلف اساليبهما وتتمثل في الثنائيات التالية القديم والجديد والتقليد والتجديد والطبع والصنعة وأضحت من المسلمات وهي متداولة منذ عصور خلت..
وان التيار التقليدي له حضور منذ العصور القديمة منذ عهد أرسطو الذي اعتبر كل أجناس الشعر والملاحم التراجيدية والنفخ بالناي واللعب بالقيثارة انها من المحاكاة بذلك يتم التأكيد على أن الطبيعة هي مصدر الابداع وإصدار الأحكام .والتقليد عبارة عن اتباع الناقد فيما يقول ويفعل بدون حجة ولا دليل او هو منهج او إجراء تم تناوله حيث لا زال النقاد المحافظون يحافظون عليه ويعودون باصوله إلى الماضي كما فعل النقد الأحيائي في عصر النهضة..فالنقد الأدبي العربي لم يكن في دائرة التقليد بل كان في دائرة التجديد والتحديث لان النقد القديم لا يتضمن في نصوصه التقليد بل يحتوي على التجديد لأعمال ابن قتيبة والجرجاني والقرطاجني تميزت بالتقليد وبالتحديد في ان واحد. .فالنقد الادبي المعاصر تجديدي لم يدخل في تقليدالغرب وإنما استنبط منه آليات وابدعها في مجال تتحكم فيه تيارات واتجاهات فكرية تتمثل في الحداثة وما بعد الحداثة والعولمة والحداثة الخلاقة..بذلك فالنقد الادبي المعاصر يحاول كشف المكونات الجمالية والفنية للنص تفكيكها وتحليلها عبر آليات الوصف والتسوق والتفسير بواسطة مناهج او وضع من خلال النصوص الأدبية نظريات او تاريخ قضاياها..ففي هذه الحالة فإذا كان النقد الادبي في التاثاسترفد آلياته من الفلسفة والمنطق والبلاغة ففي الوقت المعاصر استعار أدواته ومناهجه من العلوم الإنسانية والدراسات البينية،فأصبح في نظري النقد الادبي يعني تصورا فكريا يتأسس على هندسة ذهنية تقيم تنقلات بين الماهية الثقافية الكلية المكررة برؤيا في النص الأدبي لاعتبار الرابطة الاجتماعية والثقافية والجمالية والفنية التي تجمع كل القراء والمتلقين بدون انتماء إلى المجال الجغرافي والسياسي الذي تشكل فيه النص الأدبي لكوني يتكون من تناصات مستوحاة من الميراث التاريخي الإنساني.ومن الهندسة الذهنية تتبلور خريطة عقل النقد الادبي التي تجمعا بين الكيان النظري المنهجي من أجل الكشف عن العناصر الجمالية والفنية للنص الإبداعي عبر آليات مصوغة في نسق منظم بلغتين لغة واصفة ولغة ما وراء واصفة.لخريطة عقل النقد الادبي تعبر عما يجري في النص، وماذا يعني النص بالنسبة للنقد؟وماهي الاعتقادات والمشاعر والقيم النقدية موجهة للنص الادبي؟.وايضا تعبر خريطة عقل النقد عن المدركات والتجارب والمفاهيم النقدية التي بواسطتها يمكن فهم وتأويل النص الأدبي.
فخريطة عقل النقد الادبي العربي هي تجديدية تتبين على خصوصيات المجال العربي باعتبارها شبكة من تصورات تحدد آليات عقلية وعصبية من خلال مرشحات الدرامية واستراتيجيات فكرية ونظم تعبيرية لاستخراج من النص الادبي رؤيا للعالم التي تمتزج ما بين رؤى التشكيل ورؤى التحريك والتحويل ورؤى المجال ونسق قياسي واطارمعرفي ولبنان بناء النص الأدبي وآليات الصياغة.
أما بخصوص الشق الثاني من السؤال هل النقد تغير بسبب الحركة الأدبية المعاصرة..لو عدنا إلى تعريف النقد الادبي الذي يؤكد أن موضوعه الأدب فهنا يتضح لدينا انه كلما تغير النص الأدبي واكبه تغيير في التعامل معه بذلك نبحث عن آليات جديدة للتعامل مع النصوص الأدبية الابداعية فلايعقل ان نطبق آليات عمود الشعر على قصيدة النثر او الخاطرة بل يتم إجبار الناقد على استدعاء مناهج وتقنيات للتعامل مع النص وإعداد تصورات الاستنباط نظريات جديدة من النصوص الأدبية التي تقوم على اللفظة والتركيب والدلالة التداولية في إطار التشكيل.
 
-2 السؤال الثاني هل النقد الثقافي يختلف بين الغرب والشرق؟
حتى يكون التناسق بين السؤال الأول وهذا السؤال فنبقى في تخصيص وأقصد العربي ولا ننتقل إلى العموميات الشرق لانه لاينحصر في المجال العربي بل تتداخل فيه مجالات أخرى غير عربية.طيب
فقبل الحديث عن النقد الثقافي او ما اسميه بالدراسات المجالية النقدالثقافية لابأس ان أشير في عجالة ان النقد الادبي ينقسم إلى أنواع وأصناف فمن ناحية الأنواع يمكن تحديدها في التنظير النقدي الذي تنضوي تحت مجموعة من النظريات والمنهج النقديتندرج تحته مجموعة من المناهج النقدية وتأريخ النقدي الذي يؤرخ الظواهر الأدبية حسب مناهج التاريخية المتداولة أما بخصوص التصنيف يندرج تحت النقد الادبي أصناف تتمثل في نقد النقد والنقد البيني والنقد اللغوي والنقد الثقافي .وهذا الأخير هو المقصود في السؤال الذي تبلور في فكر ما بعد الحداثة وهو يتبلور في نشأته تحت ما يسمى بالنقد الحضاري الذي يضم إلى جانب النقد الثقافي الدراسات الثقافية وجماليات الثقافية او التاريخانية الجديدة وهو ورد كرد فعلي في النقد الحداثي الذي ارتكز في دراسته على الجانب الجمالي الشكلي والبحث عن الأدبية او الاعتماد على الجانب البلاغي، بذلك توخى النقد الثقافي بناء هندسة ذهنية تقوم على كشف الانساق الثقافية النص مرة ودراسة الممارسات الثقافية في النص بأبعاد إقتصادية وبالطريقة والعرق وبالجنوسة بالسياسة والحاجة والرغبة.والتركيز على إبراز المعنى من خلال دراسة النص من حيث الشكل والبنيات والسياق وأسس التنظير.والكشف عن شبكة العلاقات الارتباطات والاختلافات والتواصل داخل النص.وبالرغم من انتقاده الرؤى النقدية السالفة الذكر فإنه استفد منها آليات التحليل سيما المنهج التفكيكي لجاك دريد لأجل استنباط الانساق الثقافية وسياقات موضوعات النص الأدبي وايضا استرداد من الفكر الماركسي الجديد ومن التاريخانية الجديدة،وداخل النقد الثقافي تبلورت فيه تيارات نقدية ثقافية تكمن في النقد ما بعد الاستعماري والنقد النسوي.
فالنقد الثقافي تواصلي والتفاعلي بين الغرب والعرب بالرغم ان هناك اختلاف في الوسائل والغايات واحدة حيث إلى حد تعبير عبد لله غذامي”أننا جزء من العالم متاثرون ومنفعلون بمتغيراته”وان النقد الثقافي حل محل النقد الادبي الذي أصبح طريح فراش الموت لانه لم يستطع التجرد من الاكتفاء بالاهتمام بجمالية الشكل لان النقد الثقافي يهدف إلى تحليل النصوص في ضوء معايير ثقافية وسياسية واجتماعية وأخلاقية الكامنة في المؤلف والسياق والمقصدية والقارئ والناقد والعقيدة.
وان مصطلح النقد الثقافي تجلى كتصور منهجي في العالم العربي مع الناقد والشاعر الدكتور عز الدين المناصرة الذي اصطلح على النقد الثقافي المثقفة ووازاهما حيث أعتبره أنه ” التفاعل والتداول والحوار والاحترام بين الثقافات المتنوعة والمختلفة.الطوعي والندي والتبادل الثقافي الطبيعي بما يؤدي إلى تغير في الأنماط الثقافية السائدة بعيدا عن مفهوم هيمنة ثقافة اخرى”..وفي هذا الإطار ابتدع مصطلحا في نفس المجال سماه النقد الثقافي المقارن وذلك سنة 2004 ويليه ادوارد سعيد الذي استعمل الذي استعمله النقد الثقافي في كتابه الامبريالية الثقافية سنة1992وفي هذا التاريخ يصدر الناقد الأمريكي فنسأن ليتش كتابه النقد الثقافي:نظرية الادب لما بعد الحداثة..ومن خلال هذه التواريخ نلاحظ أن العرب لهم السبق في إظهار النقد الثقافي قبل الغرب ثم بدأت تظهر الدراسات في العالم العربي في النقد الثقافي حيث ظهرت كتب عبدالله الغذائي ابتداء من سنة 2000 حيث الف كتاب النقد الثقافي:قراءة في الانساق الغربية وكتاب سنة 2004عنوانه نقد ثقافي ام نقد أدبي.
ويتكون النقد الثقافي العربي من المكونات الكامنة في الوظيفة النسقية والدلالة النسبية التي تقوم على ثلاث هي الدلالة الحرفية والدلالة الجمالية والدلالة الرمزية الثقافية،والجملة الثقافية القائمة على الجملة النحوية مدلولات تداولي والجملة الأدبية مدلولها ايحائي والجملة الثقافية ذات دلالة اكتنازية وتعبير مكثف.والمجاز الكلي والتورية الثقافية تتضمن معنى قريب غيرمقصود ومعنى بعيد مضمار والمؤلف المزدوج.
 
3ـ قدم ابرامز وبرجر وغيرهم تصنيفات عن اتجاهات النقد هل هذا تطور للنقد الثقافي
وانتقال للنص المرئي بدل النص المقرؤ
لذلك أصبحنا نحتاج آلية جديدة للنقد؟
 
ان النقد الثقافي يحاول تسجيل حضوره في الفضاء الثقافي.ولقد سبق لي ان أشرت سلفا إلى توالدات الاتجاهات النقدية سيما مع فكر مابعد الحداثة والحداثة الخلاقة.بداخل النقد الثقافي انبثقت اتجاهات من معطفه ومعرفته.فهذا لا يعني تطوره وإنما ظهور الاختلاف في وجهة النظر مما يؤدي إلى ظهور التنوع والتعدد النقد الثقافي وتتجلى في المادية الثقافية وهي منهج للتعامل مع النصوص الادبية وتبناه في الغرب كل من ريموند ويليامز وجونثان دوليمور والان سنفيلد ويطرح هذا المنهج القراءة المقاومة والانشقاق والانفصال وبموازاته ظهر منهج التاريخانية الجديدة الذي ينطلق من الفكر الماركسي الجديد لاحتواء الافكار المعارضة والتواصل معها.وهذان الاتجاهان تأثرا بمنهج الاركيولجيا المعرفية لمشيل فوكو كما ظهرت اتجاهات أخرى مثل النقد التأهيلي والنقد النسوي.
وان النقد قد الثقافي ارتبط بمدرسة فرانكفورت التي ربطت الخيال الادبي بالوجود الاجتماعي داخل النقد الثقافي لان الأدب يعكس التجربة الاجتماعية الارتكاز على التحليل على الأسس الاجتماعية انطلاقا من الجماليات والاسلوبيات والتحليل والنفسي.ومدرسة النقد الجديد تميل إلى الاسترداد من التحليل السوسيولوجي والتحليل النفسي والتحليل البنيوي .أما مركز برنمجهام للدراسات الثقافية المعاصرة.وتعتمد في تحليلها على التاريخية والفلسفة والسوسيولوجيا والأدبية النقدية.لأن في نظر المركز ان النص عبارة عن مادة خام تستعمل لإبراز أنماط معينة ثقافية.
وأما عملية التنوع والتدخل داخل النقد الثقافي يمكن استخلاصهما من خلال تناصات واحالات ومرجعيات التي نهل منها وتتمثل في نظرية الأدب والجمال والفلسفة والسيميائيات وتحليل النفس ونظريات ماركسية واركيولوجيا. وعلى هذا الاساس،فالنقد الثقافي هو وعاء تنظيمي وتشكيلي لمجموعة من المناهج والمقاربات المتداخلة الاختصاصات قصد استنباط الانساق الثقافية.
 
أما بخصوص الانتقال من النص المقرؤ إلى النص المرئي أدى إلى ظهور نقد رقمي ومن أهم الكتب التي صدرت بخصوص النص الرقمي الموسوم ب من النص إلى النص المترابط مدخل إلى جماليات الابداع التفاعلي لسعيد يقطين حيث يرى على أن النص الربط يتحدد في المبدع لان دوره يتعدى الكتابة إلى الابداع بواسطة الحاسوب الذي يتسع لممارسات أخرى غير الكتابة والقارئ إلى جانب القراءة يقوم بأعمال أخرى تتصل بتوظيف الحاسوب والنص المترابط جاء تطويرها للنص والإبداع بمعنى هنا القديم.
فالنقد الرقمي يحاول القيام بتعريف بالنصوص الابداعية الرقمية ووضع لها مفاهيم ومصطلحات وتقنيات نقدية ووضع تصورات ومناهج وآليات إجرائية لإبراز خصوصيات النص الإبداعي الرقمي وتحديد مواصفات الناقد الرقمي الذي عليه ان يتصف بالموسوعية على اساس ان يكون عارفا باسرار الحاسوب والمعلوميات ولغة البرمجة والتعرف على الاليات في التنشيط والكتابة بالصورة المتحركة والثابتة وان يكون ملما بمكونات الكتابة الشعرية والسردية وسيناديوهات والمسرح وانيكون عارفا بخصوصيات مراحل التقنيات التكنولوجيا والتواصل سيبرنيتيكي.وان النقد الرقمي يتطور بتطور النص الادبي الرقمي حيث من خلاله يتم استنباط بنيات وخصوصيات النص وجمالياته. فالنقد السيميائي أعتبره نقدا الذي يمكن أن يتعامل مع النص الرقمي لانه يرصد العلامات اللغوية وغير اللغوية وكشف عن الأبعد والوظائف الدلالية الاسترفاد منها الانساق الثقافية سيبرنيتيكية والسباقات الافتراضية.
 
4ـعناصر الحداثة في النقد الثقافي هل أصابها تغير جذري أم مجرد نظريات وبعض الأفكار؟
 
سيدتي الفاضلة ان النقد الثقافي تبلور في كنف مابعد الحداثة التي ظهرت قصد انتقاد الحداثة والاعتراض على قيمها وعلى سردياتها الكبرى المتمثلة في الأيديولوجيا وظهور مابعد الايديولوجيا حيث انطلقت من الشك والتشكك في العلوم الإنسانية والتركيز على تداخل التخصصات وعدم التقيد في الابداع والنقد بالقواعد حتى يتم كنا من صياغة وابداع قواعد جديدة بذلك فالنقد الثقافي لا صلة له الحداثة لانه تكون في فكر مابعد الحداثة الذي شكل قطيعة مع الحداثة حيث شكل نوعا من اليسار الجديد الذي نجد حضوره في النقد الثقافي الذي ظهر في ثناياه النقد النسوي والنقد ما بعد الاستعمار والنقد المادية الثقافية فالنقد الثقافي فهو يتعارض مع الحداثة القائمة على العقل الاداتي.فما بعد الحداثة حين اعترضت عن الحداثة فهي اعترضت ضمنيا على النقد الادبي وعن مناهجه المستوحاة من العلوم الإنسانية حيث مع حضورها ظهر تداخل وتعدد التخصصات التي تجلت معها مناهج ورؤى نقدية جديدة منها النقد الثقافي الذي يتضمن في ثناياه نظريات واتجاهات كما سلف ذكرها.
 
5- ما تقييم كم للشعر؟سيدي
 
سيدتي انا لم ولن أقوم بتقييم الشعر لان هذه العملية تحتاج إلى معايير دقيقة والإبداع يقوم على الخيال يصعب تطبيقها لذا أود أن أعطي تصوري للشعر الذي هو فن تواصلي يبرمج تفكيرا ورؤى من خلال الذات التي تتفاعل مع العالم الخارجي لتنمية الشخصية وتشكيل سلوكيات وقيم لتغيير او تخريب او استمالة او استجابة لافق انتظار المتلقي والناقد..فالشعر ميال إلى الابداع والتفكير لكونه يترجم التجربة الشخصية المتضمنة ما يدور داخل عقل الشاعر ومايجول في العالم من حوله لان التجربة الشخصية متمايزة متباينة من شخص لآخر حيث تكون مدارك الإنسان عن العالم الذي يعيشه بشكل فريد.فلكل شاعر اتجاهه وقيمه ومعتقدات التي تساهم في تكوين المقدرة العقلية الخاصة بكل مبدع شاعر كما ان النظم التعبيرية المتجلية في المشاهدة والسمع والشعور الداخلي تستدعي الذكريات لتكوين التجربة التخيلية التي يمكن استغلالها الابداع تجربة جديدة لإحداث تغيير الشخصي..فكل ما يصل إلى العقل من خلال النظم التعبيرية تترجم إلى هندسة ذهنية ابداعية التي هي وسيلة فعلية تجديدية نابعة من المخيلة والرؤيا تشمل الافكار غير مألوفة تقوم على تصورات وتصميمات وتمزج بين المستوى الاجرائي والاستشرافي مع إدماج حقول علوم الالة بحثوا فنية لتحويل الهندسة الذهنية الابداعية إلى النص عبر اللغة والتعبير والتصوير وتستخدم الا يقع الموسيقي والأدلة الثقافية والتجريبية والنفسية والاجتماعية والعمليات العصبية المعرفية لاعتبارها الطاقة المواتية الابداع الشعر يقوم على تصميم النص وتشكيل الهياكل النصية ونسيج البنية العمومية والتجريبية الشعرية التشكيلية والجنائية الإيقاعية وفق نظام
 
معرفي يقوم على إستراتيجية فكرية وتصورات ورايا و الارتكاز على على شبكة عتبات ووحدات نصية والرموز والشفرات ونظام القيم وقصيدة النص الشعري..فكل هندسة النص الشعري للشاعر تتمتع بالتميز والاختلاف ممايصعب على الناقد ان يقوم بتقييم لان بالرغم التعامل معه بمناهج تحليلية فان الذوق يتدخل في عملية التقييم.
 
6ـ هل هناك اختلاف في المصطلحات الأدبية والنقدية ؟
 
طيب سيدتي الفاضلة بما ان المصطلحات والمفاهيم من مكونات اللغة وأن النصوص الأدبية لا تعتمد على المصطلحات الأدبية وإنما على المعاجم الأدبية القائمة على المقولات والحقول الدلالية.وبما ان النظريات الادبية هي من أنواع النقد الادبي فهي تستخدم المصطلحات تختلف عن النقد وذلك مائتين لاحقا،وفي هذا المضمار اود ان أتكلم عن الاختلاف بين اللغة الابداعية واللغة الواصفة المكونة من التصورات والمفاهيم والمصطلحات. فللغة الابداعية تبدعهاالنصوص الأدبية لاعتبارها علامة لان الدال حامل المعنى والمدلول حامل اشارات مضمونية وتتشكل في نظام يتكون من المعجم والتركيب والدلالة والايقاع واللغة الواصفة التي يبتكرها النقد الادبي تعكس الانزياح الجمالي والفني المصوغ في اللغة الأدبية التي تختلف معاجمها باختلاف الأجناس الأدبية المتمثلة في الشعر والسرديات والنثر والمسرح فوجود اللغة الواصفة رهين ومرتبط باللغة الأدبية واللغة الواصفة تقوم على المفهوم والمصطلح.فهذا الاخير علامة يتاسس من خلال اسين استراتيجيين :الأول يتضمن الشكل والتنمية والثاني يكمن في المعنى المفهوم اي وصف الكلمة لتصور ذهني ووظيفته المتجلية في التواصل بين أهل الإختصاص في النقد والأدب.والمصطلح علاقة تفاعلية بين المصطلح النقدي والمنهج النقدي والنظرية الأدبية التي تعتمد على مصطلحات استنبطتها من منجزات العلوم الحديثة ومن المناخ الفكري والفلسفة ومن النظريات الجمالية والفنية حيث كان لها دورا في تشكيل المصطلحات أدبية التنظيريةوهي تختلف عن المصطلحات النقدية .فالأولى مرتبطة بالتصورات والفرضيات وتبحث عن الاختلاف القائم بين المعاجم الأدبية وتراكيبها والثانية تمث صلة بالمنهج النقدي وتهتم بالتحليل والتفسير والشرح والتأويل..ويتبين أن المصطلحات الأدبية التنظيريةوالمصطلحات النقدية ليس بينهما تعارض ومقاطع وانما اختلاف في وجهة النظر،حيث ان للمصالح علاقة تفاعلية بين المنهج النقدي والنظريات الأدبية فالاختلاف في دلالة المصطلح يكمن في قراءة المنظر والناقد والمتلقي.
المصطلح هو عتبة تنظيمية وثيق بالمنهج والنظرية،حيث يتشكل من لفظة او لفظتين للإشارة إلى المفهوم المحقق في الذهن باعتباره توضيح او تعريف ويكون مكثفا.أما المفهوم يكون موضع التصورات مختلفة بالمصطلحات التنظيمية الأدبية والمصطلحات النقدية الأدبية تقوم على اللغة والمعرفة والمنهجية والتواصل ،وتتفاعل مع السياق الفكري،فهي تشير إلى مجموعة من أفكار وتصورات ورؤى ذات سياقات متنوعة وكانت مهيمنة وحاضرة في الزمن ترسخت بين أهل الإختصاص وتم تداولها . وأن النقد الادبي استعار من العلوم الإنسانية مصطلحات مما أد إلى ظهور خطاب على خطاب وهذا الأمر وارد في النقد الادبي ونظريات الأدبية وكلاهما ينحدرون من ما يسمى باللغة الواصفة حيث انه من خلال النص الأدبي الذي يستعمل اللغة الادبية يتم إنتاج خطاب يستعمل مصطلحات غير التي تم استخدامها في النص الأدبي ومن هنا يترتب التباس ما بين النص الأول والنص الثاني حيث تكون يد بينهما علاقة تداخلية والتفاعلية ليؤكد له على كينونته ووجوده استمراريته بلغة واصفة.
والنقد الأدبي والنظريات الأدبية ينشأ عنهما خطاب آخر بلغة ما وراء الواصفة ميتا لغة يتبلور ما يسمى نقد النقد الذي يتوخى من حضوره تحديد هوية النقد الادبي ونظرية الأدب.
وعلى هذا الاساس،نلاحظ أن الأدب موضوع النقد ويختلف عنه،ونفس الشيء بالنسبة لنقد النقد الذي موضوعه النقد الادبي.لمصطلح النقد أين ما تموضع في السياق تتغير دلالته ووظيفته وآلياته مفاهيمه.فحين يرتبط بالأدب ويكون مصطلح تركيبي النقد الادبي في ولد مصطلحات للتعامل مع النص الأدبي للتأمل فيه وتحويله والكشف عن عناصر فنيته وجماليته .وحين يتم وضعه خلف النقد الادبي ووسائله تتغير وان بدل لان مجال موضوعه متخلف لأن الأدب يستعمل لغة ابداعية والنقد الأدبي ونظريات الأدب تستعمل لغة واصفة التي هي عبارة عن مصطلحات ومفاهيم تتفاعل في أنساق وسياقات لإنتاج مدلولات تؤدي وظائف التواصل والشرح والتفسير والتحليل والتاوبل.
 
7ـ النقد الثقافي ثورة في مجال الأدب لأنها تتجه للإنسان العادي قبل المتخصص هل نجحت هذه الثورة النقدية الجديدة؟
 
النقد الثقافي حامل في ثناياه تصورات قائمة على مقولات تنظيمية و هندسات ذهنية تصويرية وصفية تقويمية،ويتضمن أيضا ميكنزمات منهجية أتت بمتغيرات وتحولات مستنبطة من نصوص ثقافية المتضمنة نصوص ادبية التي اضحت في فكر مابعد الحداثة عبارة عن اشكال من انتاج رمزي نتيجة لتغيرات في أنساق الإدراك والتفكير والتصور.هذا لايعني ثورة لانه لايهيمت على الفضاء الثقافي بمقارنة مع المناهج النقدية النصية المتجلية في الدراسات البينية وكان لها حضور فعال وقوي وحاولت القيام بثورة حيث اكتسحت كل مكونات الثقافية مجالاتها وحللتها مثل السيميائيات التي عقد معها النقد الثقافي إلى جانب مناهج الدراسات البينية والسوسيولوجيا وعلم النفس حلفا استخلص من النقد الادبي والحداثة التي كانت هي منشاالنقد الادبي حيث حددت خصوصيتها ممارسات الشرح والتفسير والتحليل وحد النص ورسم خارطة الأجناس الأدبية. والتخلص استند أيضا إلى ولادته التي كانت في كنف فكر ما بعد الحداثة التي غير اشكال القيم والأنماط العيش وسبل الحياة،وفي هذا المضمار،ان ما بعد الحداثة هي التي قامت بثورة على قيم الحداثة الايديولوجية والقومية والعلمانية والاستعمار فالنقد الثقافي فهو سوى قناة لتمرير أفكار ما بعد الايديولوجية وما بعد القومية وما بعد العلمانية وما بعد الاستعمار التي حملت آليات تفكير جديدة داخل فكر مابعد الحداثة المعتمدة على التعددية التفاعلية التخصصات وتداخلها والموسوعية،والستناد على التواصل وجمالية التلقي بين الأنظمة الخطابية والعقلية واللاعقلانية الانساق التشريحية والحفرية النصوصية.
ففي العالم العربي وسينما قسمه بشمال أفريقيا فالنقد الثقافي ليس له حضورا فعالا في الفضاء الثقافي حيث نجد الدراسات النصية التابعة للدراسات البينية ومنها التفكيكية والسيميائية والحفرية حاضرة بقوة في كل المجالا وساهمت في تغيير خارطة عقل اهل الاختصاص وتغيير أفق انتظار هم ولم تستطع الهيمنة على كل المجتمعات وعلى الانسان كماذكرت سيدتي لان هذا الأخير سجين للمفاهيم التقليدية المحاكاتية الموروثة من الثقافة التراثية العربية او منبهر بالمصطلحات والرؤيا الغربية التي لا يتم هدمها وتقصيها وكما لا يحسن ترجمتها واستغلالها تناصيا.وعدم التمييز ما بين الحداثة ومابعد الحداثة واثرهما على النقد الحداثي والدراسات البينية فان البعض مازال يخلط بين الياتهما للتعامل.
 
8ـ النقد هو مجال معرفي خاص بذاته ليستخدم فيه النقاد المفاهيم التي قدمتها المدارس الفلسفية والإجتماعية والسياسية ليتم تطبيقها على الفنون الراقية والثقافة الشعبية
إلى أي درجة نجحت هذه المدارس؟
 
النقد هو فن تواصلي ابداعي تحليلي يسترد مادته من المرجعيات العلوم الإنسانية والدراسات البينية التي انفصلت عن الفلسفية وليس بشكل قطعي بل كان هناك تطعيم من العلوم لتاسيس فكر فلسفي يقوم على على العقلانية الحداثية واللاعقلانية ما بعد الحداثة التي تعتمد على الشك. بالفلسفة تسعى إلى اكتشاف الحقيقة من خلال التساؤل والبحث عن العلل .والنقد يبحث عن جمالية وفنية وإشكالية موضوعية من خلال اسئلة. وبذلك فالنقد في عمقه رؤيا فلسفية لكونه يستند إلى السؤال أما عقلاني او اللاعقلاني.فالنقد يقوم بالتمييز والتقويم والتاريخ. وأن النقد الادبي أفاد من العلوم الإنسانية ومن العلوم الاجتماعية حيث تم اغناء النقد بمفاهيم لتقديم وجهة نظر للتعامل مع النصوص تعاملا ديناميا فتبلورت انواع من النقد اهمها النقد التكويني والنقد النفسي والنقد الموضوعاتي والنقد الاجتماعي والنقد البنيوي والدراسات البينية وجمالية التلقي وداخل هذه الأنواع النقدية تم الاعتماد على مجموعة من الطرق والآليات المنهجية والفرضيات للتعامل مع النصوص الأدبية ومنها الية تحليل المضمون والية تحليل العقد النفسية والشخصية الاسطورية وآلية تحليل الأدوار والوظائف وآلية تحليل القضايا والحالات وآلية دراسة العلاقات وآلية تحليل السيميائي.
وكوكا ظهرت مدارس نقدية التي اعتمدت في رؤيتها على مجموعة من الآراء صياغتها فين قد نعطي ومن ضمنها مدرسة فرنكفوت التي ضمت اتجاهات فلسفية واجتماعية منها المنهج النقدي الجدلي وتأكيد على الدور الثوري للعقل الإنساني والاتجاه التحليل النفسي والاتجاه الانتروبولوجي،وتحاول هذه المدرسة تقديم نظرة تفاعلية للمتلقي. وكما ان هناك مدرسة الشكلانيون الروس التي ترى ان النسق الادبي يتسم بالاستقلاليض التي تسمح في الكشف عن الأدبية ودراسة التكرار والخبرة والتهجير في البنية السردية..وهناك مدارس أخرى مثل المدرسة السيميائية والمدرسة التفكيكية ومدرسة جمالية التلقي والمدرسة الاسلوبية وأن هذه المدارس درست كل مكونات الثقافة ويصعب ان نقيمها بمدى نجاحها او فشلها لانه يجب الاعتماد على الأسس التالية استخدام مفاهيم ومعايير موضوعية وموجودة للقياس والتقييم و تأصيل التقييم انه ليس البحث عن الأخطاء المنهجية والتجريح لرؤيا المدرسة وانما الكشف على نمط ومستوى تطبيق الاليات المنهجية والتنظيرية في اطار مقاربة مقارنة بين المدارس النقدية.توفر على رؤيامنهجية تنظيمية لتقييم أهداف ومعايير المدارس النقدية وتشريح المرجعيات القائمة عليها المدارس وإبراز القيم النقدية التي غيرت أفق انتظار المتلقي او خيبته ومن هذه الأساسيات نبين حضور وهيمنة المدارس النقدية في الفضاء الثقافي.
 
9ـ كيف يمكننا التعامل مع المصطلحات الأدبية والنقدية من خلال تبسيطها في النص والأجناس الأدبية لتأويل نظرية المتلقي…..؟
 
سيدتي الفاضلة ان هذا السؤال امتداد للسؤال المتعلق على ما أعتقد باختلاف بين المصطلح الادبي والمصطلح النقدي إلا انهما مرتبطين بقضيتين هما قضية تبسيط المصطلحات وتاويل النظرية المتلقي عبر التبسيط سيدتي الفاضلة ان عملية التعقيد وعملية التبسيط تدخل في حكم ذاتي مرتبط بطبيعة ثقافة المتلقي ومستواه العلمي والمعرفي فالمصطلحات ترتبط بخلفيات ابستمية وفلسفية وجمالية من المستحيل تبسيطها وشرحها فهي غير قابلة للتخطيط او الاخ تزال لانه يجب ان يظل مفهومه محافظا على وظيفته الدلالية فالمصطلح مثل دراجة إذا تم إزالة قطعة غيار منها دون وضع بديل يخوضها فإن نظام الدراجة كله يصيبه عطب ولا يؤدي وظيفته.واما نظرية المتلقي الجمالية التلقي فهي مدرسة نقدية متجهة الى المتلقي او القارئ لها مفاهيمها ومصطلحاتها تهتم بفعل التلقي النص الأدبي فهي لا تحتاج إلى استيراد المصطلحات فهي تركز على علاقات تلقي النص المتلقي يلج عنصرا فاعلا في إنتاج الدلالة والجمالية عبر تحويل السؤال ماذا قال النص إلى ما الذي أقوله للنص ؟وعبر عملية تأمل النص يتم إدخاله في أفق التجربة وتوافق متغير يتم فيه الانتقال من التلقي السلبي إلى الإيجابي لإنتاج جديد للمعنى انطلاقا من البنيات الداخلية للنص لانها هي المتحكمة في تفاعلات القراءة وان نظرية التلقي تتموقع في محور التواصل وتامل والاثر والابداع عبر القطب الفني والجمالي. بذلك لنظرية التلقي هي بدورها تحاول تأويل النصوص التي لا تصفح عن ذاتها إلا به.
 
10- دكتور الفاضل لوسمحت ونحن في مضمار النقد المعاصر اتفضل بسؤال خارج عن مجال الأدب و مرتبط بالنص الديني وخاصة القرآن الكريم فما علاقة النقد المعاصر بالنص القرآن الكريم ؟
 
في الحقيقة ان سؤالك ليس خارج عن مجال الأدب لان القرآن الكريم من بين معجزاته إعجاز فصاحة العرب في اللغة سيما في البناء حيث تم اعجاز اهل الشعر وفحلاء الخطابة وفي هذا المضمار أبرز العلماء والنقاد جمالية وفنية القرآن الكريم بالشرح والتفسير والتحليل والتأويل بواسطة عدة من الآليات والأدوات ولكل عصر خصوصيات التي تميز معارفه وثقافته وفي وقتنا الحاضر هناك هيمنة النقد المعاصر الذي حاول بعض أصحابه التعامل معه ببعض آليات منهجية .وأن هذه العلاقة القائمة بين النقد والنص القرآن الكريم أحدثت نقاشا علميا ونقدية عميق انبثق منه خطابا تمت تسميته بنقد نقد النص القرآني الكريم يسعى إلى القيام بتاريخ لنقد النص القرآني الكريم المعاصر،وتوضيح الخيط الناظم للمناهج التي تعاملت معه وكشف كيفية توظيف المصطلحات والمفاهيم المسترفدة من الفضاء الثقافي الغربي لتطبيقها على النص القرآني الكريم قصد تفسيره وتاويله وبيان دلالته اللغوية و المقصدية والشرعية والتعبدية ووضع آليات وضوابط للتعامل معه لاعتباره النواة الإستراتيجية للثقافة العربية الاسلامية.وأن الهدف من النقد المعاصر بأنواعه الثلاثة الكامنة في النقد المعاصر الحداثي ومابعد الحداثي للنص القرآن الكريم والنقد المعاصر المحافظ للنص القرآن الكريم والنقد المعاصر الوسطي التوافقي للنص القرآن الكريم. وذلك أفهمه وتفسيره وتاويله واستنباط الأحكام منه.
ويتبين من خلال هذه الاصناف الثلاث وجود التباين والتفارق المنهجي فيما بينها والمقاطع بين مرجعياتها والاختلاف في فهم النص القرآن الكريم، وتجلس الاعتداء عليه وسببه من قد سيتم سيما من قبل النقد الاستشراق الذي ينضوي في الصنف الأول.وهذا يعود إلى مدارك النقاد الثقافية والعقلية وايضا بخصوص طبيعة النص القرآني الكريم من حيث ثبوته ودلالته ومنها ظهرت إشكالية علاقة النص القرآني الكريم المطلق بالنقد المعاصر النسبي.وأن الاليات العقلية المتداولة متفاوتة وهي تتغير بتغير ثقافة ومعارف وعلوم الواقع لان فهم النص تتطور دلالته،حيث ان النص القرآن الكريم نسق معرفي شامل لمقتضيات قوانين وأحكام مصوغة في مستويات لغوية وصوتية والآلية وتركيبية وتداولية وحضارية،وأنه لا يختص بأمة بعينها بل هو ممتد ليشمل كل الأمم يعني كل الانسانية والبشرية دون استثناء،فلا نص شرعي بعده حيث يتضمن ميزات وخصائص اعجازية لمواجهة التحولات والتغيرات التي تعرفها المجتمعات الإنسانية في كل زمان ومكان.وفي هذا الصدد استأثر باهتمام النقاد الذين تعاملوا معه بمناهج نقدية لفهمه.حيث تشكل قناة مسار للنهوض بالعلوم الاسلامية عبر الاجتهاد والتجديد والقيم والتفاعل والتواصل.
 
سؤال الاخير لك
كلمة منك تنهي بها الحوار وألف شكر لهذا الحوار الذي تعلمت منه الكثير؟
 
شكرا لك سيدتي الفاضلة على هذه الإستضافة الكريمة قصد تقريب رؤيا حول النقد المعاصر وطبيعته وتأثيره في تغيير أفق إنتظار المتلقي لان هذا التقريب يخلق علاقة تواصلية بين النص والنقد والتلقي بالرغم الاختلاف وذلك لتعزيز الهوية وترسيخ المسؤولية الأخلاقية النقدية المنوطة على عاتق كل الناقد ..فكل ممارسة نقدية لا تكون لها جودة ومفعولية إلا إذا تفاعلت مع المعرفة الروحية العرفانية التي تتجرد من الأحكام القيمة والنزعة العدوانية الناشئة عن التعصب إلى الايديولوجيات والقوميات والعرقية فالنقد في كل المجالات يجب ان يتمتع بنقاء الثقافة وصفاء الفكر.لأن الغاية من النقد هو صناعة شخصية نقديةعربية منبثقة من خصوصيات المجال العربي وأن لا تكون مقلدة تقليد أعمى لان نور صناعة شخصية نقدية فهو على عاتق الناقد الذي يستنبط حكمه على النصوص من الدليل وأن يكون عارفا موسوعيا بمناهج النقد وعلوم الآلة واللسانيات الانتروبولوجيا والى غير ذلك لصياغة آليات التعليل والتأويل.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 
وانا اشكرك جدا لما قدمته من فكر وعلم
وسعيدة جدا بهذه الموسوعة التي أثريتها للحوار

تحياتي وتقديري لك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.