أخر المستجدات
الرئيسية » آراء حرة » ما زلن صغيرات على الحب بقلم \ عايدة رزق الشغنوبي

ما زلن صغيرات على الحب بقلم \ عايدة رزق الشغنوبي

ما زلن صغيرات على الحب
بقلم \ عايدة رزق الشغنوبي


هو ليس إسم مسلسل بالتأكيد , لكنه كمفهوم واسع .. ويحمل الكثير من النقاط والمعاني .. فتياتنا ما زلن صغيرات على الحب .. خلف جدران البيوت والأسوار العاليه هناك قصص كثيره , أغلبها ملون بالحزن ومنكه بالألم , وللأسف تشترك الأسرة في هذه المعضلة أحيانا , وتنقلب الحماية إلى أسلوب تربية خاطئ , تبدأ القصة حين تكون الطفلة صغيرة ويقوم الأهل بشراء العرائس والدمى المتعلقة كلها بالطفولة والأمومة والحياة الأسرية ,وتبدأ الصغيرات بنسج قصص من خيال , يعشنها نهارا بين العابهن ويحلمن بها ليلا على وسائدهن, حتى مسميات الألعاب تتراوح ما بين (بيت بيوت – عروس وعريس ) واذا نظرنا الى أشهر الدمى في العالم “باربي” نجد أن المصنع أيضا شبكها بلعبة أخرى وهي “كيف” وفتح المجال واسعا لخيال البنات الصغيرات أن يقتنعن تدريجيا بأن البنت يجب أن تعيش تحت مظلة رجل وهنا يصبح تفكيرها منحصر بوجود رفيق ذكر لها ولا يهم إن كان في المرحلة العمرية الصغيره أخا او ابن الجيران أو قريب وأحيانا ابن صديق الأم .وتتوالى القصة بشراء فساتين عرايس للفتيات في المناسبات وتستمر بدعوات الجميع (إن شاء الله تشوفيها عروس ) . تبدو الأشياء بريئه لأنها كذلك ولكن مع الوقت والزمن تتطور الأحاسيس وتكبر لدى هذه الطفلة , وهذا ما ينساه الأهل الإنتباه لهن .. عند البلوغ وبدايات المراهقة يبدأ الأهل بأسلوب جديد وهو سياسة العيب , أنتِ بنت , هذا ولد, غير مسموح , لا يجوز , ويبدأ الصراع النفسي عند الطفلة . وعادة تلجأ الطفلة للتمرد على هذا الواقع أو إنها تستسلم وتنزوي في خيالاتها واحاسيسها دون السماح لأحد بالدخول لعالمها الخاص سوى صديقات يعانين من نفس المشكلة ويجدن لدى بعضهن المواساة والتسلية والهمسات الخافتة , واستعراض المغامرات السرية الصغير ويستمر الوضع بأن تقوم كل واحده بتعليم الأخرى أشياء جديد إكتشفتها في عالمها الصغير ولأنهن بدون خبرة أو معرفه تكون دائما إجابات التساؤلات خاطئة وغير صحيحة , وللأسف الشديد مثل هذه القصص والحوارات تتكرر بين الفتيات الصغيرات اللواتي يسيطر عليهن حب التقليد والتحدي بين قريناتهن من حيث إقامة العلاقات خصوصا بعد التطور السريع في أدوات التواصل كالانترنت والوتس اب والفايبر والتويتر وغيره .خصوصا إن الهواتف الصغيرة الان أصبحت تشبك على مواقع التواصل الإجتماعي وتستطيع الطفلة أن تتواصل مع من تريد دون رقابه من الأهل أو المدرسة ..وكطفلة فأن السيطره عليها واستغلالها عاطفيا واستدراجها لقصة حب وهمية أمر سهل خصوصا إذا كان الطرف المقابل شخص خبيث ومريض ولديه القدرة على السيطره عليها .. وتبدأ هنا الكارثة , حين توافق البنت على مبدأ المقايضة الخطرة , التي تبدأ بالمحادثة ثم فتح الكاميرا وتبادل الصور والتمادي بالانفتاح فتصبح الصورشخصية أكثر وبعدها تتم المقايضة الخطره وهي تبادل العاطفة مقابل هدية حتى لو كانت هذه الهدية مجرد كلمة حب تسلب لب البنت وتجعلها تنقاد في طريق زلقة توصلها للهاوية .
والجدير بالذكر إن ضعف رقابة الإهل وتحديد دور المدرسة وفجوة التعاون بين الأسرة والمدرسة من أهم الأسباب التي أدت لتفاقم هذه المشكلة وعلى الأمهات يقع العبئ الأكبر، وبالذات التي لا تهتم بتوثيق علاقتها العاطفية مع ابنتها، ولا تحاول التقرب لها عند إكتشافها بعض التغيرات السلوكية والنفسية عليها، بل تتجه عند إكتشاف أي بادرة بسيطة لبناتهن بتلك السلوكيات، باستخدام أساليب القمع والتعذيب والمنع من الدراسة والتواصل مع الآخرين، وسحب وسائل التواصل المتوفرة معها سابقاً، بل أحيانا تلجأ بعض الأسر إلى الحبس والحرمان من الأكل والاختلاط ببقية أفراد الأسرة، مما يدفعها بعد ذلك للهروب من الأسرة بحثاً عمن يساندها عاطفياً وإن كانت تلك المساندة مزيفة، وهذا ما نحاول أن نجنب فتياتنا الصغيرات الوصول إليه أو اللجوء له, إن وضع الفتيات المراهقات في خطر ولا بد من شن الحملات التوعوية ما بين الجهات التربوية والإجتماعية والأمنية لحمايتهن من الإستغلال العاطفي والجنسي،ويجب أن يكون للأهل دور أكبر في مراقبة ومتابعة بناتهن .. لا تشتري هاتف محمول لطفلة الا إذا كنت تستطيع أخذه منها بأي لحظه واستكشاف ما به , لتكن صفحة الفيسبوك أو صفحات التواصل الإجتماعي لدى طفلتك مفتوحة لك مع الإنتباه إن أطفال اليوم أذكياء وتستطيع البنت أن تنشئ لنفسها فيس بوك سري دون علم الأهل لذا يجب أن تشبك أمام أحد من والديها وبرقابه تامه ولساعات..إضافة لمراقبة أصدقاء اولادنا فهذا له دور كبير في متابعتهم , والاهم من كل شيء التواصل بين الاهل وبناء علاقة سليمة صحية بينهم وزرع الثقة بأن الاهل دائما مع ابنائهم وانهم أصدقاء لهم سيجنب صغيراتنا وحتى أولادنا الكثير الكثير من الألم .. إحرصوا على صغيراتنا فهن ما زلن صغيرات على الحب. .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.