أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » مدى نجاح الضغوط “الترمبية” على الإدارة التركية للكاتب | محمدعويس

مدى نجاح الضغوط “الترمبية” على الإدارة التركية للكاتب | محمدعويس

مدى نجاح الضغوط “الترمبية” على الإدارة التركية
للكاتب | محمدعويس
أعلن مسؤلي كلا البلدين الحليفتين،واشنطن وأنقرة،عن زيارة رسمية مرتقبة تجمع الرئيس التركي السيد ” أردوغان” للقاء الرئيس “ترامب” في البيت الأبيض يوم 16 مايو/ آيار من الشهر الجاري، ولعل هذه الزيارة في هذا التوقيت تحمل الكثير من النقاط والقضايا العالقة بين الجانبين والتي سوف تناقش بالضرورة خلال الزيارة.
أبرز القضايا العالقة
ومع كثرة المتغيرات والمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية كل يوم، وبصورة متسارعة متتالية، إلا أن هناك “قضايا” أوجدها الصراع الدائر في المنطقة، تحتاج إلى تحديد مصير أملا في إنهاء أو تخفيف حدة “صراع الوجود” في المنطقة.
ومن أبزر القضايا العالقة التي تناولتُ الحديث عنها في مقالات سابقة هي:
– تسليم “غولن”.
– ايجاد مناطق آمنه في سوريا.
– دعم تنظيم قوات حماية الشعب “ب ي د” بحجة محاربة تنظيم الدولة.
– مصير الأسد والمليشيات المتحالفة معه.
ولعل اقبال “روسيا وتركيا وإيران” – في الاجتماع الأخير “أستانه 44″ – على خطوات التوصل الى اتفاق فيما بينهم على وجود ” مناطق آمنه” لتخفيف حدة التوتر الدائر في سوريا،وذلك لحلحلة إنهاء الأزمة الحالية هناك، لهو أمراً مرحباً به لدى الجميع،على الصعيد المحلي والدولي، ولكن قد ينظر إليه البعض بنظرة ” أفلح إن صدق” الأمر الذي لم تقبله بعض الفصائل المعارضة لكون إيران طرفا في ضمان نجاحه،والتي لم تلتزم بوقف إطلاق النار من قبل.
كانت هذه الخطوة على المستوى “الشكلي” استباقية ملموسة على المستوى السياسي والدبلوماسي، لدول رعاة الاتفاق ” روسيا وتركيا وإيران “حتى ولو لم يتم تطبيقها على أرض الواقع عملياً بعد،الأمر الذي أزعج الإدارة الأمريكية، لعدم تواجدها على الساحة وقيادتها للمشهد السوري.
تغطية روسية وامتعاض أمريكي
وفي الوقت التي أرسلت أمريكا عدة رسائل، باطلاقها صواريخ “التوم هوك” في 77 أبريل / نيسان الماضي على قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري ، والذي أعتبر حينها بالغير مسبوقة ،وأنها جاءت رداً على اطلاق النظام السوري ” الكيماوي” على بلدة خان شيخون في ريف مدينة إدلب 4 أبريل/ نيسان2017 وقتل العشرات.
اقدمت روسيا بعد هذه الضربات،بالتعلل والتزلف للنظام، وقامت بالتغطية على هذه الضربات، بتصدر المشهد بعقد المفاوضات بين أطراف النزاع والاتفاق مع الشركاء تركيا وإيران على مخرج مبدئي لإنهاء الأزمة السورية ولو “شكليا”ً حتى تكون هي وفقط في صدارة المشهد السوري دون غيرها،وما عاداها حلفاء ومكملين لإستراتيجيتها في الداخل السوري ، حتى ولو كانت أمريكا نفسها، ضمن صراع الوجود في المنطقة.
الدعم الأمريكي للخصوم واستنكار تركيا
انزعجت واشنطن من التقارب الأخير بين روسيا وتركيا وخصوصا ما يخص الشأن السوري، ورأت أنه قد جرى اتفاق بينهما على ازاحة الولايات المتحدة من مشهد الصدارة في سوريا، هنا قامت الأخيرة على اثر ذلك بمداعبة الحليفة ” تركيا” بما تملكة من أوراق ضغط عليها، وأقر الرئيس الأمريكي ” ترامب” بالموافقة على دعم وإمداد وتسليح وحدات حماية الشعب تنظيم “ب ي د” في سوريا، بزعم محاربة تنظيم الدولة في مدينة ” الرقة”،الأمر الذي أزعج الإدارة التركية،ما دعاها لأن ترفض وتحتج وتستنكر الممارسات الأمريكية تجاه حلفائها،في بيان رسمي على لسان المسؤولين الأتراك.
وقد علق السيد رئيس الجمهورية” أردوغان” في مؤتمر صحفي في أنقرة بقوله “نريد أن نصدق أن حلفاءنا سينحازون لأنقرة وليس للمنظمات الإرهابية”
رد أمريكي غير مقنع
تعاملت واشنطن مع استنكار الجانب التركي، بدبلوماسية ومرونة وردت رداً غير مقنع،على لسان المتحدث باسم وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، وأبلغ رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الخميس،أثنا حضور مؤتمر عن الصومال في لندن، وقال له :”بأن واشنطن ملتزمة بحماية حليفتها في حلف شمال الأطلسي.
لم تقتنع الإدارة التركية بهذا التصريح،ووصفت تسليح التنظيمات الإرهابية قوات حماية الشعب ” ب ي د” في سوريا،بأنه مدعاة للتقسيم،وهذا أمر مرفوض وغير مقبول ويمس الأمن القومي لتركيا.
زيارة أردوغان “حاسمة”
وتأتي زيارة ” أردوغان” إلى واشنطن يوم الثلاثاء 166 مايو / آيار في توقيت مناسب، وفرصه لإقناع الإدارة الأمريكية بالعدول عن قرار تسليح “ب ي د” مقابل مصالح مشتركة،سوف تكشف عنها الأيام القادمة فهل سينجح أردوغان بإقناع ترامب بذلك ؟
الإدارة الأمريكية تعلم مدى احتياجها للحليف “تركيا” في المنطقة،وتحاول أن تحافظ على الخيط الذي يربط العلاقة بينهما وحتى لا تفقدها،فإنها قد تلبي كثير من الطلبات التركية أثناء زيارة الرئيس التركي .
وأرى أن الزيارة المرتقبة ستكون “حاسمة” لكثير من القضايا العالقة بين الجانبين،مقابل عدم مضيّ تركيا باستمرار التقارب مع روسيا و الصين والهند، وتكون بذلك خسرت امريكا حليفتها في المنطقة.

ومن المصادف أن قمة أعضاء دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” ستعقد في 25 مايو / آيار ببروكسل ،وتعتبر فرصة أخرى لتناول الملف السوري،فهل ستسفر القمة عن إجراءات إيجابية لصالح سوريا حسب ما يراه الرئيس التركي؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.