أخر المستجدات
الرئيسية » رئيسي » هل نحن بحاجة للدين أم الدين بحاجة لنا ؟؟؟

هل نحن بحاجة للدين أم الدين بحاجة لنا ؟؟؟

هل نحن بحاجة للدين أم الدين بحاجة لنا ؟؟؟

12084079_518073135022083_520204331_n

الرأي العربي .. فلاح أديهم المَسلَم ـ الأردن 

عندما يسمع الكثيرون مقولة : انصروا دين الله , اعملوا لتكون كلمة الله هي العليا , ما خلقتم إلاّ للعبادة , جاهدوا في سبيل الله ……….الخ , يتخيلون أنّ الله بحاجة إليهم أو أنّ الدنيا والدين متناقضان , فلندع الدنيا ونلتزم بالدين لنفوز بالآخرة , وقد أستطاع المرتزقة من الذين امتهنوا الدين ترسيخ مثل هذه القناعات في الوجدان الشعبي مؤسسين بذلك لعقيدة فصل الدين عن الحياة بدون إعلان حيث تجد الناس يعظّمون الشعائر التعبدية البحتة غير آبهين للفرائض الأخرى ذات الصبغة الدنيوية التي تنفع الناس , فتجد أحدهم مستعد للتبرع بعشرة آلاف دينار لبناء مسجد وإن كان لا حاجة لأحد به , ويبخل بمئة دينار للمساهمة في بناء مسوصف صحّي أو للانفاق على طالب فقير متفوّق ……..
الذي يعرف الإسلام ويعرف الحياة , ومتطلباتها يدرك يقينا مدى حاجة الإنسانية في دنياها لهذا الدين , ويدرك يقينا مدلول قوله تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ” وقوله سبحانه وتعالى : ” هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ “ …………
الكهنوت المرتزق يردد في كل مناسبة قوله تعالى ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ )) ولكنّه لا يقف عند مدلول قوله تعالى الذين يبين الغاية من العبادة ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) والذين لا يقفون عند مثل هذه الآية ولا يربطونها في مقصد العبادة أنى لهم أن يكتشفوا الثمار المرجوّة من التقوى والتي هي الفلاح المطلق في جميع مناحي الحياة ((فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) …………
مثل هذه المفاهيم لا يدركونها أو لا يريدون إدراكها لأنّها إن ترسخت في الوجدان الشعبي فضحت المفاهيم الباطلة التي ألصقت بالدين , والتي من أولها أنّه ليس من دين الله كلّ ما يلحق الضرر بالناس أو يتعارض مع مفاهيم الخير والعدل التي يتفق عقلاء الإنسانية على معرفتها .
وثاني ما ينفضح ذلك الفصل بين الدنيا والدين , وغياب مفهوم الحديث الشريف الذي يرويه ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.