أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » وَردُ الجِراح

وَردُ الجِراح

بقلم/حسن عليي محمود الكوفحي ..

أتعيشُ كي تزري بكَ الأقمارُ
كبلابلٍ ضاقتْ بها الأقدارُ
ـ
فهَرَعْتَ للغِرْبانِ تسرعُ خاسئاً
يا بلبلاً كُتِبَتْ بهِ الأشْعارُ
ـ
وجميلُ صبْرِكَ في قِياسٍ نادرٍ
ولِسوءِ قلبكَ يُسرِعُ الأشرارُ

وتُفلْسِفُ اللأشياءَ دوماً عُنْوةً
ولَها الفضاءُ ويُعْلَنُ الإشهارُ

ومُظاهِرٌ بخيانةٍ وكأنَّها
نصْرٌ لِأجْلِهِ ذُلّتِ الْأحرارُ

وعدا على أهلٍ لهُ وبِظُلْمهِ
مُتَفَنِّناً ولِتُنْزَعَ ألْأسرارُ

وتزلْزلَتْ وتَصَدَّعَتْ أحلامنا
وتعاظَمَتْ أوساخُهمْ والْعارُ

هيَ هكذا دوماً تثورُ وإنّما
بِدِمائهمْ يبْني لنا الْأخيارُ

وبِذِمّةِ الْماضي الْعريقِ حكايتي
وحكايتي عَصَفَتْ بها الْأغْرارُ

قُلْ للعُروبَةِ في قميصٍ مهنرءٍ
قدْ غادرَتْ أوراقها الْأشْجارُ

يا ثورةً بعَثَتْ بِأجْداثِ البِلى
أملاً وثارَ لِأجلِها الْأحرارُ

في كلِّ قُطرٍ في ثراهُ تَجَنْدَلَتْ
قِيَمٌ أُبيدَتْ بعْدَها الْأفْكارُ

وتَلَغَّمَتْ أرضُ الْعروبةِ وارْتوتْ
مُهَجاً وبُخِّرَ في السَّما الْأبْرارُ

شَفَقٌ بِحُمْرَةِ وَرْدِ أرواحٍ لهمْ
مُتَخَضِّبٌ واسْتُشْهِدَ الْأطْهارُ

يا أيُّها الدَّرْبُ الطَّويلِ أنِنْتَظِرْ
علماءَ دينٍ مثلما الْأقْمارُ

وعلى كِتابِ إلهِنا آراؤنا
بِوضوحِها تَتَذلَّلُ الْأخطارُ

وبِسُنَّةِ الْمُخْتارِ يعْلو شأْننا
وبترْكِها لا تَنْفَعُ الْأعْذارُ

يا بلبُلاً سَكنَ الوريدَ لِشَعْبِهِ
فَتَفَجَّرَتْ مِزَقاً لَهُ الْأنْهارُ

هذي الْحياةُ عجيبةٌ في أمرِها
ولِغافَلٍ كلُّ الكؤوسِ تُدارُ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*