أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » ابن الأرملة بقلم الأستاذ حربي طعمةالمصري

ابن الأرملة بقلم الأستاذ حربي طعمةالمصري

لم أجد كباقي الناس أمّا أقدم لها ما يقدمه الناس من هدايا فقد ربتني يتيما وصرت قبل عامين ونيف بعد رحيلها لطيما أقدم لك يا أمي الدعاء بالرحمة والمغفرة وأقدم لك المقطع الثالث الذي القيته على قبرك ذات دمع من قصيدتي ابن أرملة

نَأَتْ مِنْ بعْدِها أَفْراحُنا ضَلَّتْ
وهَلَّ العِيْدُ كُلُّ مَواجِعي هَلَّتْ

أَما يا عِيْدُ قَدْ فَتَّقْتَ أَحْزاناً
تَكَسَّرَ غِمْدُها أَسْيافَها سَلَّتْ

هَداكَ اللهُ قَدْ أَثْخَنْتَني كَمَداً
رُسومُ الدَّارِ باكِيةً وما كَلَّتْ

يُكَبِّرُ كُلُّ مَنْ فِيْنا عَلى نَصْلٍ
ومَدُّ مَدامِعي مَوْجاتُها عَلَّتْ

فَلا واللهِ ما خَمَدَتْ لَها ناري
ولا جَمَراتُها مِنْ وَهْجِها مَلَّتْ

عَلى الأَحْزانِ كَمْ طَرَّزْتُها شِعْراً
وَزيْتُ ذُبالَتي مِنْ بَحْرِها بَلَّتْ

مَناراتي عَلى الأَطْلالِ أَبْنيْها
وجوْهُ الرَّكْبِ صَوْبَ تُرابِها وَلَّتْ

تُؤَرْجِحُني عَلى الأَوْتارِ أَنْزِفُها
مَواويْلٌ تُميْتُ القَلْبَ إِنْ تَلَّتْ

يَجِيءُ العِيْدُ لا كَفَّاً نُقَبِّلُها
ولا رَأْساً لِغَيْرِ اللهِ ما صَلَّتْ

فَأَجْنِحَتي لِمَنْ يا عِيْدُ أَخْفِضُها
لَها بِرَّاً بِأَمْرِ اللهِ قَدْ ذَلَّتْ

فَلا فِي الفَجْرِقَدْ نَسَجَتْ لَها وِرْدَاً
مَسابِحُ ذِكْرِها سَكَنَتْ وقَدْ ظَلَّتْ

ومااحْتَشَدَتْ عَلى الأَبْواب أَطْفالٌ
لِتَطْلُبَ حَبَّةَ الحَلوى إِذا طَلَّتْ

أَتَذْكُرُ يا صَباحَ العِيْدِ قَهْوَتَها
وبَسْمَةَ ثَغْرِها إِنْ أَشْرَقَتْ جَلَّتْ

سَوادُ سَحابِها عِهْنٌ وقَدْ نُفِشَتْ
ومَوْسِمُ جوْدِها جَدْبٌ وَما غَلَّتْ

وَكُلُّ الشِّعْرِ دوْنَ رِثائِها عِلَلٌ
وصِدْقُ القَوْلِ مِنْ فِيْها وما زَلَّتْ

أَنوْحُ العِيْدَ مَكْلوماً عَلى رَمْسٍ
وكَمْ مِنْ زَفْرَةٍ آهاتُها شَلَّتْ

فَعُدْ يا عِيْدُ أَفْراحي مُمَزَّقَةٌ
وبوْصَلَتي لِبَحْرِ الحُزْنِ قَدْ دَلَّتْ

عَلى الذِكْرى أَمُدُّ بِساطَ مَرْقَعَتي
وأَسْأَلُ يا ثُقوْبَ الصَبْرِ هَلْ حَلَّتْ

وحَسْبي فِيْ رِحابِ اللهِ مَنْزِلُها
ورَحْمَةُ رَبِّنا وَسِعَتْ وما خَلَّتْ

رَجَوْتُ اللهَ إِكْرامَاً ومَغْفِرَةً
وأَدْعِيَتي بِظَهْرِالغَيْبِ ما قَلَّتْ


 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*