وكالة الرأي العربي الإخبارية
“التسوق في زمن الكورونا”
د. أحمد محمود
18-4-2020
آه يا زمن الانتظار المفعم بالمرارات
في طوابير الاصطفافات والملمات!!
يا وجعاً يزحف في عظامي
وأنا في أوج السبعينيات
زبائن من كل الأعمار والأجناس والجنسيات
يتحدثون بعدة لهجات ولغات
كانوا يجرون العربات المعقمات
ويطوفون على كل المعروضات
عقمت يدي لعشرين ثانية
ومشيت في الطابور بلا التفات
قررت ألا أبتاع سمكاً
لن أبتاع لحماً أو دجاجاً
وأن أكتفي بالفواكه والخضروات.
الازدحام كان شديداً
فاضطررت لقضاء ثلاث ساعات
هجوم التتار كان شرساً
اختفت عن الأرفف كل الاحتياجات!!
لا ثوم، لا بصل لا بطاطا
لم يتبق إلا بعض الكيلوغرامات
وكأن هذا زمن المجاعات
في عصر تنهب فيه المأكولات
نظرت إلى ركن الفاكهة والخضروات
لم يتبق أبداً سوى
بعض الباقات الذابلات
والحبات المعدودات
تناولت ما أتاح لي حظي
من الخضار الورقية والمتبقيات
عقمت يدي مرة أخرى
بعد أن خلعت القفازات
دفعت عربتي بخطوات مرتجفة
وتمسمرت في طابور المحاسبات
كم طالت لحظات انتظاري
في ممرات الأيام الحالكات
حمدت ربي وشكرته
للانعتاق من مسيرة المهلكات
وعند وصولي سيارتي
دعكت راحتي مرة أخرى
بمطهر قوي للفيروسات
وانطلقت بعيدا هارباً بسيارتي
كالسهم مخترقاً كل المسافات
وعدت إلى منزلي أستكمل المشوار
وراء قضبان زنازين الكورونا السوداوات
تنفست الصعداء ودعوت ربي
أن ينقذنا من جائحة الجائحات
سرعة الموت في زمن الكورونا
أقوى من كل المعاملات
رباه إن الهم، والغم، والدر يحاصرنا
ليس لنا إلاك يا رب العباد والكائنات.
بقلمي د. أحمد محمود
10 أبريل 2020
