أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » درس من الحياة ……. فلا تقل لهما أف …….. بقلم الأديبه والإعلاميه ……. ساميه طرابيشي

درس من الحياة ……. فلا تقل لهما أف …….. بقلم الأديبه والإعلاميه ……. ساميه طرابيشي

كانت لأمي عين واحدة…وقد كرهتها لذلك..كانت تسبب لي الإحراج
وكانت تعمل طاهية… في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل العائلة
ذات يوم… في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن علي
أحسست بالإحراج الشديد فعلاً… كيف تفعل هذا بي؟
تجاهلتها, ورميتها بنظرة مليئة بالكره….
……وفي اليوم التالي قال لي احد التلامذة….. أمك بعين واحده…. أوووه
وحينها تمنيت أن أدفن نفسي وأن تختفي من حياتي
وفي اليوم التالي واجهتها:
لقد جعلت مني اضحوكه, لم لا تموتين؟
ولكنها لم تجب
لم أكن متردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً
ولم أبالي لمشاعرها
فأردت مغادرة المكان
درست بجد وحصلت على منحة للدراسة في سنغافورة
وفعلاً… ذهبت… ودرست…. ثم تزوجت….. واشتريت بيتاً…. وأنجبت أولاداً…. وكنت سعيداً ومرتاحاً في حياتي
وفي يوم من الأيام… أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني من سنوات ولم ترى أحفادها أبداً
وَقفت على الباب وأخذ أولادي يضحكو
صرخت: كيف تجرأتِ وأتيت لتخيفي أطفالي
أخرجي حالاً
أجابت بهدوء: (آسفة… أخطأت العنوان على ما يبدوا..) واختفت
وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي
فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل
بعد الاجتماع ذهبت إلى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه, للفضول فقط !!!!
اخبرني الجيران أن أمي توفيت
لم أذرف ولو دمعة
قاموا بتسليمي رسالة من أمي
ابني الحبيب لطالما فكرت بك
أسفة لمجيئي إلى منزلك وأخافت أولادك
كنت سعيدة جداً عندما سمعت أنك سوف تأتي للاجتماع
ولأني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك
آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك
هل تعلم… لقد تعرضت لحادث عندما كنت صغيراً وقد فقدت عينك
وكأي أم لم استطع أن أتركك تكبر بعين واحدة….
ولذا أعطيتك عيني….
وكنت سعيدة وفخورة جداً لان أبني يستطيع رؤية العالم بعيني.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.