أخر المستجدات
الرئيسية » آخر الأخبار » قطار الزمن…رواية بقلم محمد عبد الكريم الوصيف

قطار الزمن…رواية بقلم محمد عبد الكريم الوصيف

الباب الرابع
الفصل التاسع
رواية قطار الزمن

كان مكرم يشرح جانبا من جوانب الدرس واقفا مع إحدى طالبات الفصل أمام لوحة الكتابة حين سمع ضجة غريبة.. وتمايلت التلميذة امامه وكادت تصطدم به ، وولت تجري مع زملائها خارج القاعة تاركين ادواتهم…!
وبقي مكرم مشدوها ممسكا بقطعة الطباشير بين اصابعه يحدق في اتجاه الباب واحس بالأرض ترتج به ثانية فاسرع إلى الساحة وقطعة الطباشير لا تزال في يده. وشاهد الطلبة وقد تزاحموا وسط الساحة وهم يتحدثون بأصوات عالية وبعضهم يخرج خارج المعهد ليعود مسرعا ويتجمع حوله زملاؤه.. فاتجه نحو مدير المعهد الذي كان واقفا محاطا بزملائه يشرح لهم اسباب الرجة الأرضية والتي كانت بسبب انفجار بركان “الكارتلا” في الجزيرة الكبرى الذي يتمرد من حين لآخر… ونظر مدير المعهد الي مكرم وهو لا يزال ممسكا بقطعة الطباشير وخاطبه ناصحا:
_ اذا رأيت التلاميذ يغادرون القاعة فافعل مثلهم الي مكان خالي من المباني والأشجار العالية لان السقف والاشجار تمثل خطرا جسيما عند سقوطها .
ثم تفرق الجميع وحمل مكرم محفظته وأسرع الي منزله القريب يتفقد زوجته وابنته.،فوجدهما في بهو المنزل ولا يبدو عليهما الخوف والانزعاج… لقد احست سعاد بالرجة الا انها لم تتبين مصدرها وتناستها.
جاء الطبيب في المساء وشرح لهما ما يحدث في الجزر البركانية وما فيها من براكين حية وميتة. واخذهما الي مكان يمكن لهما منه مشاهدة دخان البركان عن بعد. وهو يحدثهما عن رائحته الكريهة وطريقة إخلاء بعض القرى التي تنحدر إليها الحمم من علو شاهق… والجزيرة الكبرى تحوي اتنين من البراكين الحية… الاب وابنه.!
وانكب مكرم على الراديو يتابع نشرات الاخبار بالقناة القمرية ليطمئن على زملائه.
وسرعان ما عاد نسق الحياة كالمعتاد الي ان فوجئ ذات يوم بزائر غريب غير متوقع… فعند مغادرته قاعة الدرس متجها الي قاعة الأساتذة ليضع معداته كالعادة. اعتراضه مدير المعهد بابتسامته العريضة كالمعتاد ليعلمه ان ضيفا تونسيا ينتظره بالقاعة… فتعجب من الأمر.. فالعرب والتونسيون يعدون على الأصابع بالمدينة… وزاد استغربه حين أعلمه بأن اسمه محمود وانه جاء كخبير في علوم التربية والتعليم من فرنسا.
دخل مكرم القاعة ولم يكن بها سوى ضيفه الذي كان جالسا بكل هدوء يتصفح اوراقا بيده… . ووضع مخفظته على الطاولة وسلم شفويا ثم سأل الجالس :
_أأنت سي محمود ؟
فاجاب مبتسما :
وانت مكرم؟!
ومد مكرم يده اليه يصافحه كمن يعرفه من قبل.!
وابتسم محمود قائلا :
انا وزوجتي وابني ضيوف عندك الي ان تهيا لي الحكومة القمرية سكنا واتفق معها على المكان الذي ساقيم فيه واتفقد منه المدارس بمدن الجزيرة… رحب مكرم بضيفه وهو يضع ادواته بخزانته. ثم انطلقا إلى المنزل أين وجد سعاد تتحدث مع زوجة سي محمود وطفليهما يلعبان . وجلس مع ضيفه يستمع الي قصته…
(يتبع)
تونس في 26/1/2021
محمد عبد الكريم الوصيف

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*