اااااخ يا امي….بقلم الشاعرة سامية حمارشة العنود

اااااخ يا امي …
كبرت و كنت اتوق لهذا اليوم ..
كبرت و قد اعياني هدير اللوم …
كبرت و ما اتسقت احلامي و نفسي …
و بدت لي الايام من حيث لا ادري ..

و ربما ادري …
كئيبة .. . حزينة … رقيقة …
بؤلمها صوت النسيم ..
اذا ما مر من جانبي ..
و لم يلقي التحية …
كبرت يا امي
صارت تؤلمني هواجسي ..
اكثر مما تؤلمني أسناني…
اشتقت ان يكون لي سند .
حين اضعف ..
لم يعد شروق ااشمس يبهرني .
و لا الورود الوليدة ..
و لا حتى الطبيعة ..
ادركت يا امي …
المعاني المختبئة خلف كثير من القصص ..
خلف كثير من العبارات ..
مع كثير من الاوامر و النواهي..
ليت العمر يبدا من جديد ..
ليتني اتنفس هواء ما زلت اراه رضيع ..
اصبت يا بما يعرف بالزهايمر ..
و لكنني ما نسيت رقعة القمر …
تبدو اجمل فوق هاتيك الشجر ..
نسيت يومي كله ..
لكنه امسي …
يحاكيني دوما بشغف ..

يحاكمني …
انني تركته عطشى ..
لم اتزود بمؤونة السفر ..
عزلاء …
لا يرافقني حسام …
و لا يشد ازري لسان ..
بقيت …
خلف جدران السمر ..
غضة طرية ..
مهما تلونت سنون العمر ..
بالاخاديد ..
او التقزم بعد عملقة ..
او منحيات الظهر ..
التي تختفي فيها ..
كثير من المحن ..
كبرت يا امي ..
و ما قدرت …
ان اتلوى لأتقي لفح سقر ..
كان يجب ان اتعلم ..
ان الإنسان بلا نسيان …
سينسى …
أن المرأة بلا مرآة ..
لن ترى …
و انا كنت بلا مرآة ..
و بلا نسيان ..
فتركت نفسي بالغياب و بالغباء ..
تتضور روحي الوجع ..

ان كبرت ..
و بقيت لا اقوى …
على مد النظر ….
و ان كنت اوعى ..
فقد تم بنجاح ترويضي ..

فكان لكل الاقدار …
نعم …و أجل نعم ..
و يا….لهذه ال نعم …
من لاآت ..
يضج بها الأثر ..